يقال عن النقاش الذي يتبع هذا العنوان إنه "بيزنطيّ"، أي سوف يدور حول نفسه، وقد لا يصل إلى إجابة محدّدة. نسمع من الكثيرين عدم رغبتهم في التقاط الصور أثناء السفر لأن ذلك يخطف الشّخص من جَمال اللّحظة، وبدل التّركيز في الأمر الذي يزوره أصبح تركيزه منصبّاً على هاتفه وزاوية التقاط الصّور، ومن ثمّ معالجة الصّورة ونشرها. قد أتّفق جزئيّا على أنّ عدم التّصوير يتيح لك التّركيز أكثر، ولكن ذلك لا يعني أن المصوّر فَقَدَ متعة اللّحظة.
التّصوير يسمح لشخص آخر أو أشخاص عدّة بالسفر معك حول العالم
شخصيّاً، أرى أنّ التّصوير لا يجعلك تستمتع بتلك اللّحظة فقط، بل يخلّدها؛ فتروح تعيشها مراراً وتكراراً كلما مررت بصورة من رحلةٍ مضت. سئلت مراراً عن سبب حبّي للتّصوير أثناء السّفر، واختبرت الإجابة أثناء رحلتي هذا العام إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة، وقارنت اللحظات التي صوّرت فيها بلحظات أخرى تركت فيها الكاميرا في الفندق، وتوصلت إلى التّالي: - لمَ لا تأخذ العالم معك؟ التّصوير يسمح لشخص آخر أو أشخاص عدّة بالسفر معك حول العالم. تخيّل تلك الصّور التي طالما حلمت بزيارة ما فيها، تخيّل جمال الطّبيعة والبنيان، قد تأخذ أحدهم في جولة يعيش معك تفاصيلها من خلال صورك. - ستتذكّر اليوم كاملاً جولة واحدة في ألبوم صور الرّحلة كفيل بأن يجعلني أتذكّر ترتيب الأحداث والتّفاصيل. إنّ كل صورة التقطتها بعناية كنت تختار لها زاوية، وبالتّالي ستتذكّر كيف كانت شمس ذلك اليوم، وأين كانت إضاءة الشّارع في ذلك الّشّارع، وفي أيّ يوم أمطرت، ومتى. هذه التّفاصيل إن لم تكن من عشّاق كتابتها، فالصّورة كفيلة بتلخيص الأمر لك.
الهدف من السّفر والإجازات هو الاسترخاء والقيام بما تُحب بعيداً عن متطلّبات العمل
- ممارسة هوايتك
الهدف من السّفر والإجازات هو الاسترخاء والقيام بما تُحب بعيداً عن متطلّبات العمل، وقد يكون التّصوير هو -فعلاً- ما تريد القيام به في وقت فراغك. تذكّر أنه بعودتك لعملك قد لا تجد وقتاً للتّصوير، ومن ثمّ معالجة الصّور، فإذا لم تمارس التّصوير في سفرك متى ستمارسه؟ - صوري تخبرني من أنا حاول أن تنظر في نهاية كلّ رحلة إلى ألبوم صورك بشكل عام، على ماذا ركّزت: الطّبيعة؟ البنيان؟ الوجوه والنّاس؟ إنّ الصّور تلك ستكون دليلك لمعرفة أكثر ما يلفت انتباهك أثناء السّفر، ومع الوقت ستصبح تختار بدقّة أكثر متى تصوّر ومتى تترك الكاميرا جانباً لأمرٍ لا يثير اهتمامك. إن التّصوير لا يكون بالضرورة بكاميرات احترافيّة، وقد جرّبت هذا الصّيف عدة تطبيقات على الهاتف تساعدك في معالجة صورك سريعاً قبل نشرها، ومنها: Aviary CamMe FaceTune Retrica YouCam Perfect في رأيي، يجب أن تبحث أنت عمّا يسعدك أثناء سفرك؛ فالبعض قد تكون سعادته في القراءة في القطار بدل الاستمتاع بمناظر الحدائق والغابات في الطّريق، وعلى القطار ذاته قد يكون هناك مصوّرٌ لا تتوقف كاميرته عن التقاط الصّور، وفي مقعد آخر شابٌ يسمع الموسيقى، أو -ببساطة- نائم.