دومينيك ماكفي الشاب البريطاني الذي بدأ مشوار بناء ثروته وهو في سن الثالثة عشر، والذي أُطلق عليه اسم ملك الدراجات، بدأ رحلته بمحض الصدفة، عندما كان يبحث عن شركة فيزا كارد، ولكنه وبخطأٍ مطبعي كتب “Viza” بدلا من أن يكتب “Visa”، الأمر الذي أخذه إلى موقع إحدى الشركات الأمريكية المسوّقة للسكوترات، تلك الأداة الشبيهة بالدراجة، والتي يمكن طيها وحملها، ورغم الرغبة العارمة لدومينيك ماكفي باقتناء إحداها، إلا أنه لم يكن بوسع والده أن يحقق له هذه الأمنية! مما جعل الشاب الطامح يفكر في طرقٍ تساعده على الحصول على واحدة.
بدأت قصة نجاح دومينيك ماكفي، مع بداية مراسلته الشركة الأمريكية المسوقة للسكوتر، وكانت رسائله عبارة عن رسائل مفاوضات للحصول على سكوتر مجانية، لم تقبل الشركة عرضه في أن ترسل له كمية ليبيعها في موطنه وتقدم له سكوتر مجانية، بل انتهى التفاوض على أن يدفع ثمن 5 دراجات ليحصل على السادسة كهدية، ومن هنا بات دومينيك ماكفي يعمل في عقد حفلات الرقص، ويبيع أدوات كالـ mp3 لأصدقائه، إلى أن ادّخر ثمن الدراجات الخمسة
قصة النجاح هذه استمرت في ذكاء الشاب في مجال التسويق فقد تمكن من بيع الدراجات الأولى بمدة لم تتجاوز الأسبوع إلى أهله وأصدقائه، وبدأ في جلب المزيد من سكوترات الشركة، ووظف طلاقة لسانه في التسويق الهاتفي للسكوتر، وأدت أبحاثه المتواصلة على النت إلى تمكينه من إنشاء صفحة ويب، أصبحت تستضيف 30 ألف زائر يوميًا! تلك النشاطات وطريقة الإقناع المبهرة التي امتلكها دومينيك ماكفي لكل من جالسه في أن السكوتر ليست أداة تلهية فحسب إنما أداة مواصلات تجنبك مصاعب الازدحام المروري اليومي، مكّنته وفي ظل أربع سنوات أن يملأ في السابعة عشر من عمره، مدينة لندن بدراجاته هنا وهناك.
مر دومينيك ماكفي ببعض العثرات عندما أقدم على إنشاء فرقة موسيقية فشلت بعد صرف الكثير من الأموال عليها، ولكن تلك التجربة كانت موجّهاً للشاب البريطاني في أهمية التركيز على الخطوات التالية في المشروع وليس فقط خطوات الإنشاء والبداية، وأن تحديد الأهداف ووضع خطط العمل ذات أهمية قصوى قبل البدء بالمشاريع والاستثمارات.
يجدر بالذكر أن ما حققه دومينيك ماكفي من بيع السكوتر خلال أربع سنوات قد جعل منه مليونيرًا يملك مبلغ 55 مليون دولار! وقد حصل على لقب أصغر مليونير بريطاني آنذاك.
في التاسعة عشر من عمر هذا الفتى المميز عمل خبيراً لدار نشر، ومن ثم في مجال الترويج للمنتجات الصيدلانية، وهو الآن في صدد كتابة قصة النجاح التي مر بها في كتاب يتضمن جميع المراحل والخطط التي مرّ بها، فضلاً عن أن دومينيك ماكفي خبير اقتصادي، تُطلب مشورته من رجال أعمال حول العالم.