في سن الثامنة عشرة، قصد فادي غندور كتب التاريخ جامعة جورج واشنطن في العاصمة الاميركية ليدرس العلوم
السياسية. هناك، اعجب بشخصية الرئيس التنفيذي لشركة البريد الاميركية 'فيديرل اكسبرس' فيديرل اكسبرس وباسلوبه القيادي. بعد تخرجه مباشرة، عاد الى الاردن، وبدا يفكر في خلق مشروع خاص يرضي طموحاته. ف'رنت في ذهنه' فكرة تأسيس شركة لنقل البريد وتوزيعه. ويروي غندور في لقاء مع الموقع الالكتروني 'دينار ستاندرز' عن هذه الفترة: 'في الثمانينات، كانت شركة دي اتش ال وحدها تعمل في الشرق الاوسط وباكستان. لم يكن لها منافس هنا'. لكن امكانات غندور المالية وخبرته في هذا الموضوع كانت متواضعة جدا. لذا ارتأى ان ينفذ المشروع مع عدد من الاصدقاء، فبدا يجمع المبلغ المطلوب من هذا وذاك. بعدها، قرر غندور ان يصبح 'شركة بريد في الشرق الاوسط لشركات البريد العالمية'. فنجح بحنكته المعتادة باقناع شركة 'فيدكس' ان يكون ذراعها في المنطقة، وبذلك تنافس نظيرتها ''دي اتش ال'. حكاية النجاح الفعلية انطلقت عام 1981، عندما ولدت شركة 'ارامكس'، التي شبهها غندور آنذاك ب'فيدكس العالم العربي'. ادرك الشاب الطموح منذ البداية ان انجاح مشروعه يتطلب مئات الملايين من الدولارات، فمنح نفسه وقتا كافيا لتطوير عمله خطوة خطوة. في البداية، اسس مركزا للعمليات في عمان، ثم انتقل الى العواصم العربية وافتتح مكاتب فيها. لم يكتف غندور ب'فيدكس' كشريك وحيد له، فعمل مع شركات بريد اميركية اخرى، وكان ينفذ عملياتها في المنطقة محل 'دي اتش ال'. ويشرح في هذا الصدد: 'هدفنا كان بسيطا جدا ومباشرا، لذا نجح بسرعة كبيرة. لقد قلنا للشركات الاميركية: لماذا عليكم توفير بيزنس لمنافسكم دي اتش ال. شركتنا مقرها في المنطقة، ونعرف الشرق الاوسط وشمال افريقيا جيدا. سنؤسس شبكة مستقلة ونكون ذراعكم، ويمكننا توصيل وشحن ما شئتم من بضائع'. وبالفعل، هذا ما حصل لاعوام طويلة في الثمانينات. وسرعان ما اصبحت 'ارامكس' تعرف ب'شركة البريد لشركات البريد'.