الزواج قيد أم حرية ؟
وهل يكون تحقيق الأهداف والطموح فقط في مرحلةِ ما قبل الزواج؟
من خلال مشاركتي في العديد من المقابلات التي كانت تقام مع الكثيرات من اللوّاتي قمنَ بتحقيق أحلامهنّ وطموحاتهن في مرحلةِ ما بعدَ الزواج، أيقنتُ أنّ الخضوع لقيدِ الزواج ما هو إلا اختيارٌ، فلم يكن الزواج عائقاً أمام تحقيق ما أردن بلوغه وتحقيقه، ومن المقولات الشهيرة التي ترددت كثيراً على مسامعي "لو أردت شيئاً ما بكل جوارحك سوف يعيد الكون ترتيب ذاته لكي يحققه لك" باولو كويلو
نعم، إذا أردت شيئاً وسعيت من أجل تحقيقه ستجد أن الله يدبر لك الأحداث ويهيء لك الكثير من المواقف لتتفاجأ فيما بعد بسرعة انتقال خطواتك نحو هدف النجاح، وكأن العالم بالفعل أعاد ترتيب ذاته ليحقق لك ما تريد.
وهناك العديد من الأسئلة التي تبادرت إلى ذهني وتوصلت إلى إجاباتٍ من وجهة نظري منطقية، من خلال العديد من النقاشات البناءة والتي كان لها أثر ووقع في حياتي وحياة الكثيرات من اللواتي يردن تحقيق أحلامهن من جهة والاستقرار العاطفي من جهة أخرى، وأهم هذه الأسئلة "هل يقتصر تحقيق الأهداف فقط على مرحلة ما قبل الزواج؟" وكانت الإجابة بالطبع لا، فكم من المشهورات بلغن مرادهن في مرحلة ما بعد الزواج! فغالباً ما يكون النجاح حليف اللواتي يعملن بجد وشغف وهناك أيضاً من تقاعست ولم تكمل مسيرتها بحجة تكوين الأسرة، فأيقنت أيضاً أن هذا كله يعود بنا إلى أن عائق الزواج منذ البداية "اختيار".
ومن جهة أخرى هناك الكثيرات من اللواتي فضّلن البقاء في المنزل وتوظيف طاقاتهن داخله من أجل تكوين أسرة متفاعلة ومستقرة وكان لهن ما أردن، فكنّ سبباً في خروج نخبةٍ إلى المجتمعِ كانت أساسا في إحداثِ التغيير ورقي المجتمع وتقدّمه.
وعلى النقيضِ تماماً فهناكَ الكثير من النساء اللواتي لم يحققن شيئاً سواء داخل منزلهن أو حتى خارجه، وكنّ بالفعل آلات إنجاب وطبخ وسبباً من أسباب فشل بعض المجتمعات وإنتاج جيل كان سبباً في ركود المجتمع وتأخره.
ولا ننسى أيضا الدور الأساسي للأسرة والمجتمع والبيئة المحيطة سواء أكانت بيئة محفزة أم مثبطة، وكلا الطرفين في دعم بعضهم البعض من أجل الوصول لأهدافهم انطلاقاً من داخل الأسرة ووصولاً إلى خارجها، فالنجاح يحتاج إلى الإصرار ومحاولة النظر إلى الأشياء بإيجابية، والتعلم المستمر والعمل المستمر أيضاً والمحاولة بقوة حتى بلوغ النهاية.
فأيقنت أن النجاح لا يتطلب عذراً والفشل لا يحتاج إلى مبررات والزواج لم و لن يكون عائقاً لتحقيق الأهداف.