top of page
صورة الكاتبAdmin

أبكــي سوريــا - صبحية الفراعنة

أبكي من حرب تجاوزت جميع القوانين والأخلاقيات، وأتعبت كل سوريا .. أهلكت مواطنه نفسياً وجسدياً وعقلياً، وأبعدته عن أرضه وعن الأمان .. تبكيني سوريتي تبكيني، مر طيفٌ من الذاكرة بين أسوارها ومعابدها وشوارعها، الله يا شام! تبكيني سوريتي وتجعلينني أتبرأ من عروبتي .. أرى أحوالها وما يجري فيها من بؤس وشقاء فيتوطن قلبي الحزن ويشعل النيران داخله، لا أملك من الحيلة سوى الدعاء .. سوى النظر والحسرة تعيش بداخلي، وأحاسيس مختلطة ما بين حزن .. ما بين أمل .. وبين هذا وذاك لا أريد شيئا سوى أن يعم الأمان والسلام ؛ ما ذنب أطفالك ونسائك وكهولك وحتى شبابك؟ بالتشريد والقتل .. ما يشتعل بالقلب نار تكاد تحرقه من شدة لهيبها، هو ذاك الطفل الذي يصرخ من البرد والجوع لا يجد معيناً لا أماً ولا أباً، ما ذنبه أنه فتح عينيه على الدمار والحرب والخوف! كم أوجعت قلبي يا دمشق وكم أتمنى لو باستطاعتي أن أحمل كل أطفالك إلى بلادٍ لا يوجد فيها حروب ودمار .. كم أوجعتِ قلبي .. يا دمشق العز والكرامة، أبكي لأنني أشتاق للحارات القديمة ولمساجدها ولشوارعها، وآسفا أبكي على بلد العلم والحضارات! لا أكاد أصدق أن كسرة خبز أصبحت أفضل لهم من البيوت والقصور، فالموت السوري تجاوز جميع القوانين والأخلاق .. طائرات .. أسلحة فتاكة .. براميل متفجرة .. كيماويات .. دبابات جوع وبرد وأمراض .. لا شيء سوى الآلام، حتى أننا لا نعرف من الظالم ومن المظلوم، لا نرى سوى بكاء وخوف. لكن هناك أبناء وطن يحملون أماني الاستقرار بعد التشرد والمهانة في أنحاء العالم، لا نقف مع أحد ولا نريد متاهات السياسة والنزاعات .. لا نريد سوى دمشق أن تعود مثلما كانت دون صراعات ونزاعات دون آلام دون قتل ودمار، حرب تجاوزت الأربع سنوات ولا نرى في الأفق أبواباً لنهايتها .. رحماك ربنــا.

٦ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

bottom of page