هذا ما حدث معي - اللّهم منك الثّبات
#بلاد_ترامب #TrumpsLand? البارحة كنت مع صديقتي شرمين نختار مكاناً لتناول الإفطار. أوقفنا رجل أبيض عجوز وقال "أنتنّ جميلات". سجّلت ذلك على سنابي الخاص.. ولم تكن تلك المرّة الأولى التي يخبرني أحدهم بذلك كنوع من "التّرحيب" في أمريكا.. أمّا اليوم.. طلبتُ المصعد وكنت أنتظر وصوله. كنت أحمل حقائب عديدة وثقيلة متوجّهة لجامعة هارفرد. وصل المصعد وفُتح الباب وكان فيه ٤ أشخاص. نظرت إليّ امرأة أمريكية "بيضاء" كبيرة بالسّن وحاولت إغلاق باب المصعد قبل أن أدخل، اعتقدتُ بصراحة أنّها مستعجلة فأسرعتُ لفتحه من جديد وأنا أعتذر أنّني أوقفت المصعد وأخّرتها عن وجهتها. ولكنّ أحد الرّجال ضغط على الزّر الذي يُبقي الباب مفتوحاً، ونظرت لي المرأة العجوز وراحت تلوّح بيديها وكأنها "تكشّني" "اخرجي الآن". بصراحة من الصّدمة توقّعت أنّها تتحدث على الهاتف أو إلى الرّجل الذي يعطّل إغلاق باب المصعد. ردَّدَتْ وكرَّرَتْ "اخرجي الآن، اخرجي الآن". عادةً أنا أتحدّث عن رأيي بصراحة وبوضوح، وأتحدّث الانجليزيّة واللّغة الإسبانية بطلاقة. كانت هي تكرّر "غادري الآن" بالإنجليزيّة، والرّجل يسبّني بالإسبانية معتقداً أنّني لا أفهم. أخبرتُها أنّني أحمل "لابتوبين" وكاميرا و و و ولا أستطيع أن أمشي أو أصعد الدّرج - فقالت "أنا أُفَضّّل صعود الدّرج على البقاء هنا معك". تغيّر لون وجهي وكنت على حافّة البكاء. لربّما الأمر سخيفٌ: ولكنّني كنت حقّاً أرتدي ألواناً زاهية، وأمشي في كلّ مكان مبتسمة. أي ليس هناك برأيي ما يخيفيهم منّي، سوى ما أرتدي. المؤلم أنّ كل من كان في المصعد غادر، ورغم أنّني صعدت طابقاً واحداً فقط شعرت أنّني بقيت في المصعد عاماً كاملاً. بكيت ربّما لأنّ لساني عُقد، أو من الصّدمة، أو لأنني تمنّيت لو أخبرتها عن جمال الإسلام، وحبّي للحجاب. هذه رحلتي الرّابعة لأمريكا هذا العام، وأعلم يقيناً أنّ هذا الموقف لا أستطيع تعميمه. فأنا هنا في فعالية لجامعة هارفرد العريقة، الفعاليّة للعرب بشكل خاص، تجمعهم وتعرّف المهتمّين على الحضارة والثقافة والتاريخ والمبدعين العرب. الفعالية تستقطب رجال الأعمال العرب، وروّاد المشاريع، والمخترعين والعلماء والكتّاب والفنّانين من العرب وتقدّم لهم منصّة حرّة لعرض أفكارهم. كنت قد شاهدت في الصّباح مقابلة مع المخرج الأمريكي مايكل مور يقول "أمريكا ليست عنصريّة، فقد انتخبت رجلاً أسودَ ل ٨ أعوام، وكانت على وشك إدخال امرأة للبيت الأبيض. ولكن أمريكا سئمت من البدلات والفساتين الثّمينة والمجاملات السّياسية في البيت الأبيض، وأرادت نكهة جديدة". تلك اللّحظة التي أُغلق فيها باب المصعد وكنت الوحيدة فيه كانت لحظة موحشة، كأنّني قنبلة نووية أو مرض يحاول الجميع الابتعاد عنه. سأتمنى للأبد لو أنّني عدتُ وأخبرتها أكثر عنّي وعن الإسلام.. عُقِد لساني في لحظة احتجته بها.. وسأحاول ما استطعت تعويض تلك اللّحظة يوماً ما... "لعلّ هذه اللّحظة تكون مفتاحاً" #إسلاموفوبيا - ملاحظة: خلال ٣٣ أيام تم الإعلان عن عشرات جرائم الكراهية المعادية للإسلام من كتابة على جدران المساجد ومحاولة خلع الحجاب عن مسلمات الخ الخ. #Islamophobia
----