#سحر_السّفر
كنت أتمشّى في حواري شفشاون الزّرقاء.. أُسمّيها مدينة البحر.. كنت في قمّة متعتي ألتقط هذه الصّورة بكلّ تفاصيلها من بابٍ وناس وممرّ وسوق، عندما قام أحد الصِّبية يقول لي بكلّ أدب وأناقة وبلهجة مغربيّة مُخفّفة عندما شكّ أنّني لست مغربيّة: "لو سمحتِ، بدّك تصوري ما في مشكلة، بس اطلبي إذني، احتراماً لي ولوجودي". طبعاً هو اعتقد أنّني سأغضب منه أو أُنكر التّصوير أو أتجاهل كلامه، ولا يعلم أنّني وددت لو وضعته في حقيبة سفري وتبنيته.
المهم: سألني "أنتي سعوديّة؟" قلت له "فلسطينية" .. لطم خدّه وأخفى عيونه بحياء وقال "أنا آسف. أختي أنتوا ما تسألوا، صوريني، صوري أخواني وبيتي وكل إشي، أنتوا ما تطلبوا الإذن. احنا بنتشرف نكون بصوركم. سامحيني إذا زعلتك". اقتربت منه سريعاً واعتذرت منه، وأخبرته أنّ مقصد الصّورة كان عامّاً، وأنّ من حقّه الدّفاع عن نفسه ضد عدسات السّيّاح وبكل أدب واحترام، وأنّني أتمنّى يوماً ابناً إن غضب تحدّث بأدبه. "أنا خطأ حبيبي، وأنت الصّح"..
عمره ١١ عاماً، يحبّ فِلَسطين كأنّه وُلد فيها وطُرد منها البارحة... كيف لا أخجل بين أهل المغرب.. وأصغرهم يُكرمني كأنّني صاحبة المكان؟