ما تقوم به الأفلام الأجنبيّة من وضع "جِمال" أو"خرفان" في منتصف كل مشهد يحصل في دولة عربيّة أو إلباس كلّ عربيّ "حطّة أو شماغ" أو إلصاق لحية على وجوههم لا تقوم به من منبع بريء ولا من جهل..
حتّى حاجز صهيونيّ بين رام الله والقدس يضعون بجانبه رجلاً يرعى الجِمال... (ولاد الحارة نَفسهم هناك بتمنّوا يشوفوا جَمَل). وفي فيلمٍ آخر في العراق جميع النّساء يلبسن النّقاب في سوق خضرة، فتمرّ إحداهنّ ببار حيث يسكر الرّجال السّاعة ١٢:٠٠ ظهراً، تخلع نقابها وتدخل لوظيفتها النّهارية "الرّقص". وفي فيلمٍ ثالث رجل في لبنان يلبس العمامة المصريّة...
ولهذا نحن في نظر الغرب متخلّفون.. هذه المشاهد تزرع في العقل الباطنيّ للمُشاهِد أنّنا لا زلنا نعيش على ألبان الأبقار بعد أن نحلبها صباحاً، ومن ثمّ نمشي بين ركام مدينة دمّرتها داعش، لنصل إلى والدتنا التي يضربها زوجها الثّاني كلّ يوم... نشرب الحليب سويّاً قبل أن نتوجّه للمسجد ليدرّسنا رجل أشعث أغبر أنّ المرأة عورة.
هكذا نحن في الكثير إن لم تكن معظم الأفلام الأجنبية.. أو دقيقة، في لبنان، نحن في نوادٍ ليليّة..
إعلامنا أمام مواجهة قويّة.. ولعلّ العديد من الأفلام قد مرّت بأذهانكم أعزّائي في هذه اللّحظات.