يوم آخر رحل ،، وسقطت ورقة جديدة من تلك الشجرة ، أما ذاك المزارع فأراه قد حدّ فأسه لبترها . لم تعد تثمر ولم يبقى لها أوراق لنستظل بظلها ، حتى أنها لم تشهد له ذكرى تدعه يتردد في قراره .
سيقطعها حتماً ولكن متى ؟؟.
تتحدث تلك الشجرة لأخرى في ذات البستان .. أتراه فاعلاً ؟
ماذا عن ذاك العصفور الذي يبني بين أضلعي عشه كل موسم ؟
هل ستحرق الشمس النباتات التي سكنت بجواري ؟
وماذا سيحل بحيوانات البستان من دوني ؟
ستذهب ذرات التراب بعيداً عن جذوري شتاءً .. ستذهب بعيداً أليس كذلك ؟
كيف سيلعب أبناء المزارع أسفل مني دون وجودي ؟
لا تقتليني بجودك وكرمك ،، ردت الشجرة المجاورة فكري بذاتك الآن وكفي عن هذا الغباء .
ليس غباءً ي ابنتي ،، من اعتاد أن يعطي لن يبخل يوماً ،، ومن اراد ان يكون مانحاً لن ينتظر جزاء قط .. سيقتلعني المزارع ،، وعزائي أني سأمنحه آخر ما أملك ..غصوني .