top of page
صورة الكاتبAdmin

معلّم مربي أجيال - إسلام أبوسارة

خلال مسيرتي الجامعية التي لم تنتهِ بعد، وقبلها بسنوات خلال المراحل الدراسية المختلفة أصبح بمقدوري أن أقول بأن ما كنّا نقرؤه في سطور الكتب عن ثقة الإنسان بنفسه وكيفية انعكاسه سلبا أو إيجابا على الشخص المقابل صحيح جدًا، لذلك أضع رسالتي بين أيديكم إلى كل معلّم سواء كان معلم في مدرسة ابتدائية، إعدادية، ثانوية، أو حتى دكتور في مدرجات الجامعة.

هل فعلًا كل من يعتلي منصة المدرج يستحق أن يحظى بلقب "معلّم" ؟ ليس مهانة منه أبدًا بل لأن الحصول على العلم لا يعني أبدًا أنك قادرٌ على إعادة إرساله إلى الطلبة بطريقة صحيحةٍ سليمةٍ ترقى بهم إلى درجاتِ العلم. فالمُعلّم الواثق من نفسهِ ومعلوماتهِ، المخلصُ في عطاءهِ كريمٌ بما لديه من معلومات، خبرات وتجارب، يعكسُ تلك الإيجابية والأخلاق على طلابه بطريقةٍ ما، فيشعرُ الطالبُ بأمانٍ وثقةٍ بما يستقبلُ من معلوماتٍ وبمن يرسلُ له المعلومات أيضًا فيكون دائم الحماس لدرسه التالي، وغالبا يحصلُ على درجاتٍ مرتفعةٍ إلى كاملة.

وإن ذهبنا إلى أعمق من ذلك لنربط الصورة الصحيحة للمعلم بالأخلاق سنلاحظ أنهما تتوافقان، بمعنى أن المعلم عندما يعطي طلابه المعلومة الصحيحة بطريقة منظمة تُحاكي قدراتهم العقلية والعمرية، وإذا حضر في موضع نسي معلومته أو كان غير متأكد من صحتها قال :" لا أعلم، سنبحث ونناقشها في الدرس القادم" فهو بذلك تحلّى بخُلق الأمانة اتجاه طلابه، وعلمّهم إيّاه في ذات الوقت.

فعندما يلتزم المعلم بمواعيده، وإن اضطر للتأخير اعتذر - وكم منّا خاصة في حياة الجامعة بقي ينتظر معلمه لساعات حتى يحين موعد الدرس ولم يحضر- عدم تأخير المعلم يعلّم طلابه أن لا يتأخروا عليه أيضًا، وفي ذلك تقدير لقيمة الوقت. وكذلك عندما يحترم المعلم جهد الطالب وتعبه ماشيا أو راكضا ما بين المحاضرات فهو بذلك يعلمهم أن يحترموه ويقدروه لما يبذل معهم من جهود، في حضوره وغيابه. .

هل تُرانا نفتقد لهذه النوعية من المدرسين في صروحنا العلمية ؟ بتُ لا أعجبُ من دخولِ قاعة درسٍ تحوي عددًا قليلًا من الطلاب، لا ينسى المعلّمُ فيها لدرسٍ واحدٍ بأن يقرأ أسماء الحاضرين ويؤكد غياب الغائبين، ثم يُشعر الطلبة القِلال في درسه بأنهم لاشيء ولن يصبحوا شيئًا أو أنهم بلا فائدة، أهذا جزاء الحضور يا معلمي؟ وأدخل قاعةً أخرى تعجُّ بالطلاب لا يفكرُ المعلمُ فيها أبدًا بقراءة الأسماء حتى، ويشعرُ الطالبُ في درسهِ بأنَ لهُ قيمةً وأنهُ اليوم طالبٌ على مقاعدِ الدراسة ِليغدو غدًا قائداً ومربي أجيال.

ليست العبرة بمن يذكرُ أسماء الحضور أو من يُضيف لعلامات الطلبة علامات زائدة أبدًا، العبرة بمن يُخلِصُ العطاء ويحترمُ الإنسانَ الذي سلّم لمعلمهِ وقتهُ وجهدهُ ومالهُ لينهلَ من علمهِ وخبراتهِ وتجاربهِ .

الأمثلة كثيرة، وكلها تأخذنا إلى أن العلمَ بلا أخلاقٍ وأسلوبٍ حسن يكاد لا يساوي شيئًا. هل يمكنك أن تذكر كم معلمًا مخلصًا علّمك خلال مسيرتك التعليمية وما زلت تذكر اسمه ؟

إلى كل معلمينا في جميع المراحل، مسؤوليتك عظيمة إن أسأت التعليم قد يُعاينُكَ طبيبٌ درّستَهُ في الابتدائية! و قد يبني بيتكَ مهندسٌ نشأ بين يديك! وربما يعتلي منصات العالمية فيلسوفٌ تعلّم منك حرفًا، وقد يُعَلّم أحفادكَ من زرعتَ فيهِ أفضلَ الأخلاقِ والقيم! هل يمكنكَ أن تتخيل مأساة إساءتك؟ إمّا أن نبني البنيان متينًا من أُسسه، أو أننا علينا جميعا أن نتحمّل ما بُنيَ بكروت اللعب والبسكويت الهش!

..

..

٢٤ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

ﻛُـﻞ ﻋـــﺎﻡ ﻭﺃﻧـﺘــﻢ ﺑـــﺸــﺮ

ﻳـﺂ ﻋـﺮﺏ ﻣـَﺎﺕ ﻓـﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸـﺮﻑ ﻭﺍﺣﺘـﻀـﺮ ﻳﺎ ﻋـﺮﺏّ ﺻَـﺮﺥ ﻓـﻴﻬﻢ ﺍﻟﻮﻃـﻦ ﺣﺘـﻰ ﻛَـﻔﺮ ﻳﺎ ﻋـﺮﺏ ﺗـﺎجرﻭﺍ ﺑـﺮﺑﻬﻢ ﻭﺩﻳﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻳﺎ ﻋـﺮﺏ ﺻـﺎﺭﺕ...

bottom of page