تعد منطقة وسط العاصمة ما يعرف محلياً “وسط البلد” من الأماكن القديمة في الأردن التي ما تزال تشهد عراقة وتاريخاً لم ينقطع منذ تأسيس الإمارة 1922
فهذه المنطقة التي تحتضن العديد من الأماكن الأثرية المهمة كالأسواق والسنينمات وأيضاً التراثيات بالإضافة إلى محلات العطارة ما تزال تشهد على عراقة هذه المنطقة.
فمن الأماكن الشهيرة التي تتميز بها منطقة “وسط البلد” سوق البخارية والذي يعد من أقدم الأسواق الأردنية، التي ما تزال شاهدة على تاريخ الأردن الحديث
يقع هذا السوق الذي تصل مساحته إلى .5 كم مربع في وسط البلد للعاصمة الأردنية عمان، مقابل ساحة المسجد الحسيني الكبير، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى تجار أتو إلى الأردن من مدينة بخارى من أوزبكستان، الذين هاجروا إلى الأردن بحثاً عن الأمان في الدول الإسلامية
يشتهر سوق البخارية بأنه السوق الأول في الأردن، حيث تجد به أصناف البضاعة التقليدية والتحف الشرقية والإكسسوارات والعطور والكلف والخيوط والمجوهرات التقيدية
عندما يدخل الزائر سوق البخارية فإنه يشاهد التمازج الحضاري بين كل ما هو قديم وحديث. فهناك واجهات المحلات المزينة بالبضائع الجميلة المتنوعة من التحف الخزفية إلى المنسوجات القديمة والمطرزة والمسابح، والتحف الفنية النادرة ومنتجات الأخشاب والخيزران والصلصال التي تصنع منها الأدوات المنزلية القديمة بالإضافة إلى أدوات الموسيقى مثل: الربابة والعود والدف؛ بالإضافة إلى الآلات الحديثة كالغيتار وغيرها، وهناك الكثير من البضائع المنتجة الحديثة والتي تنتج بلمسة حرفية رائعة يخيّل فيها للزائر وكأنها تحفة أثرية قديمة
كما تتوزع المحلات التجارية والبالغة عددها (23) محلاً؛ حسب نوعية البضائع التي تقوم ببيعها. ويمكن تصنيفها إلى محال لبيع أدوات ومستلزمات الحلاقين، وأدوات ومستلزمات الخياطة والتطريز، ومستلزمات مشاغل الخياطة والكلف، وهناك محال لبيع الإكسسوارات والمنسوجات والعطارة، ومحال لبيع العطور والبخورات.
من أهم مميزات سوق البخارية التي تميزه عن باقي الأسواق في مدينة عمان، أنه يحتوي على بضائع لا تتوافر إلا في هذا السوق. كما يتميّز أيضاً بعلاقات الجيرة المميزة بين أصحاب هذه المحال، حيث أنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم
ولا يتم نسيان محلات العطارة في تلك المنطقة التي تعطي ألوانها وروائحها غنى في تلك المنطقة العريقة .