كل منا خُلِقَ على الفطرة، فتح عينيه يَدِين بدين والديه، لم يسألانه ماذا يريد كونه لن يفهم شيئًا مما يقولون، ولن يعي ذلك. كبرنا ونحن نتعلم تعاليم الصلاة ونحفظ أجزاء القرآن، ترتدي الفتيات الحجاب لأنه فرض، ثم اللباس الشرعي لمن تريد، كل ذلك وأكثر دون أن نسأل سؤالًا واحدًا، دون أن يبحث معظمنا عن ما يقنعه بذلك، بما أن ما نفعله فرض، فلا بد من سبب هنا أو هناك يجعلني أتعلّق بما أرتدي ولا أفكر أبدًا في أيام الصيف الحارة ب "لماذا لا أكون كزميلتي ترفع شعرها ليمر من خلاله الهواء!". نُصلي ونحن تقريبا لا ندرك عِظَم ما نقوم به، لأننا سلّمنا بأنه فرض -ولا شك في ذلك- لكننا لم نبحث ونقرأ بشيء يعلق قلوبنا بها. لم نقرأ عن حقوق المرأة إلّا الذي تعلمناه في كتب الابتدائية فدخل معظمنا الجامعة وتخرج منها وهو يلاحق حملات الدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل -هذه مصيبة برأيي- وغفلنا جميعا عن تكريم ديننا للمرأة في القرآن. لم نقرأ عن الإعجاز في القرآن، عن تنظيم المجتمع الإسلامي، عن الأخلاق الإسلامية السليمة، عن الكثير من التفاصيل التي ستشعرنا بالأمان، بالراحة والثقة بعد تطبيقها. لا تكن تابعا ولا تسر مع القطيع! كن أنت أنت الذي يبحث جيدًا قبل اتخاذ القرار، كن كذلك البطل الملحد في الرواية الذي أسلم بعد بحث وجهد وتعمق في جذور الدين وأصوله -وإن كنت مسلما منذ الولادة، ابدأ من نقطة بداية البحث -وكفى تذمرًا بأن إسلامهم أفضل منك لأي سبب كان. لا تسمح لأي شخص أن يسألك سؤالًا لا تعرف إجابته عن دينك، وإن حصل قل لا أعلم وابحث لتعرف وتجيب. عن القرارات التي تم اتخاذها ولم تبحث عنها، كالحجاب وغيرها .. استمري على ما أنتِ عليه وابحثي في الكتب عن ما يثبت لك صحة قرارك، ما يعلق قلبك بحجابك ويزيد حبك له، عن ما يجعلك تحمدين الله في أيام الصيف الحارقة، ما يمكّنك من الدفاع عن دينك أو الحديث عنه في بلاد الغرب، ما يجعلك تتأثر خلال قراءة القرآن أو حتى سماع صدى ترتيله من أي مكان. ما يجعلك قوياً تدرك حقوقك وواجباتك اتجاه المجتمع أو الأفراد. حقوق نفسك عليك .. لأن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. وقوة المسلم بدينه، بإيمانه.
top of page
bottom of page