top of page
صورة الكاتبAdmin

جيمس دايسون - مبتكر المكنسة الكهربائية


جيمس دايسون - مبتكر المكنسة الكهربائية

 

ولد دايسون في السابع من شهر مايو لعام 1947 في مدينة “نورفولك” البيريطانية ،درس في مدرسة “جريشام” الداخلية بعد وفاة والده بمرض السرطان ، ثم التحق بمدرسة “بايام شو” للفنون ، من ثم درس التصميم الداخلي و الديكور لسنة واحدة قبل أن ينتقل لدراسة الهندسة في الكلية الملكية لفنون، كان يمضي وقته الآخر في الجري ، فقد كان يمضي الساعات الطويلة في الجري و لمسافات كبيرة جداً ليس لأنه كان قوي البنية و رشيق بل و كما يصف لأنه كان يجد أنها تعطيه التصميم الأكبر نحو بلوغ الهدف ، فقد كان يفرغ بها طاقات كبيرة فصقلت قظرات العرق تلك التي كان يذرفها شخصية دايسون النفسية و الجسدية فقد أصبح يمارس الصبر كما لو أنه لعبته المفضلة و يحاول و يحاول حتى يصل ، و لا يكف عن المثابرة سوى اذا ما بلغ هدفه المنشود .

بالطبع عانى دايسون ظروف معيشية صعبة في ظل وفاة والده و دراسته طوال سنينه الدراسية في مدرسة داخلية الا أنه تمكن من إخراج نفسه من إطار المعاناة هذا بممارسته للجري و الذي كما ذكرنا كان له الحافز الأول لديه كي يستمر في حياته واضعاً المثابرة كعنوان لحياته ، و في عام 1978 مثله كمثل أي رجل يستخدم مكنسة كهربائية ضاق ذراعاً بها بعد أن أصبحت لا تعمل جيداً و قدرتها على شفط الأوساخ أصبحت قليلة جداً ، قام بتفكيكها فنزعة الهندسة في نفسه أرغمته على ذلك ، فككها و نظر في داخلها و اذا بها كومة الغبار تسد فوهة الفط الأمر الذي جعل دايسون يفكر ما اذا كان بمقدروه أن يصمم مكنسة لها القدرة على فعل ما تفعله كل مكنسة كهربائية في السوق و لكن بقدرة على المحافظة على قوة الشفط خاصتها للنهاية ، و بالفعل بدأ دايسون في تنفيذ فكرته قام بتصميم ما يقارب الـ5126 نموذجاً لمكنسته إلا أنه لم ينجح في أي منها ، هذا الرقم من النماذج و المحاولات يمكنه أن يخمد ناراً مشتعلة من الأحلام و الأهداف إلا أن المثابرة و التصميم في نفس هذا الرجل تخمد نار الفشل و تشعل هي نارها رغم أنف كل شيء.

استمر دايسون يحاول و يحاول وبالرغم من أنه و بعدما عرض اختراعه على العديد من المصانع لاقى الكثير من الرفض من قبل المنصنعين و الموزعين إلا أنه استمر يعدل و يضيف و يحسن من عمل مكنسته حتى بيعت في الأسواق اليابانية و لاقت رواجاً واسعاً سريعاً فقد تم تصميمها بصورة عبقرية تجعلها تحمل أفضل المواصفات كما و حصل في عام 1991هناك على جائزة معرض التصميم الدولي .

و بعد أن فشل دايسون في بيع مكنسته في الأسواق لكبرى الشركات المصنعة قام بإنشاء شركته الخاصة للتصنيع في عام 1993 ، و لكن انطلاقة دايسون في أسواق المملكة المتحدة كان بعد عشر سنوات من اطلاق التصميم الاولي لمنتجه و ذلك من خلال الإعلانات التلفزيونية ، و لكن و بعد أن تبين للناس أن تلك المكنسة توفر الوقت و الجهد و تحافظ على قوتها في العمل مع السنوات بدأت المبيعات تنهال على الشركة و أصبحت الشركات الكبرى التي رفضت منتج دايسون في بداية الامر تسعى أن تحصل على المنتج ، مما جعل من منتج دايسون هذا يصبح علامة تجارية واسعة الانتشار ،و أصبحت شركة دايسون من الشركات الرائدة في الولايات المتحدة ،كان دايسون يعمل على تصميم اختراعه هذا الى جانب قيامه بمجموعة من التعديلات و التصميمات على أجهزة و اختراعات أخرى فقد قدم بعد تلك المكنسة العديد من المكانس و الأجهزة الكهربائية الأخرى التي تواكب التطور التكنولوجي منها المكنسة الروبوتية ،كما و قد أضاف على مكنسته العديد من الإضافات الجديدة و المميزة ، هذا و قد حصل هذا المخترع على العديد من الجوائز و التكريمات و براءات الاختراع من ضمنها التي حصل عليها في الولايات المتحدة عام 1986 التي يستحقها عن جدارة أولاً لأنه حاول حتى حقق النجاح و ثانياً لأنه حقق النجاح بصورة مبتكرة عظيمة،يعمل دايسون الآن كنائب لمدير الكلية الملكية للفنون في لندن، وكان رئيس مجلس أمناء متحف التصميم، كما و عمل في العديد من المهن ، قبيل ادارته شركته الخاصة و بعدها .

و أثبت دايسون بكل تلك الانجازات أن الظروف النفسية لا بل و المادية ليس من شأنها أن تقتل فينا الحلم ، بل و تكون هي سلم الصعود نحو تحقيقه ، عافر دايسون حتى وصل حلمه و اجتهد بكل ما أوتي من قوة ، أيقظ صمام المثابرة فيه و لم يجعل اليأس يطفأ أي شيئ أراده أبداً ، خلق من نماذج الفشل التي عاشها حافزاً حتى ينجز الهدف .

و ها هو الآن قد خط صورة أخرى من صور النجاح بماهية تكمن في المحاولة و الاجتهاد حتى الوصول للمراد ، فمن أراد لا يمكن لأي قوة أن تجعل حلمه يباد .

٤٥ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

فيروز

bottom of page