ولد ناجي أبو نوار في مدينة أكسفورد البريطانية عام 1981 ، لعائلة أردنية عسكرية ،فقد كان ناجي يسمع باستمرار قصص عن شهامة البدو و محاربتهم للظروف الصعبة و غيرها ، الأمر الذي زرع في نفسه شيئاً من التعاطف اتجاه أي شيء من هذا القبيل ،ثم انتقل ناجي مع عائلته و هو في عمر العاشرة ليستقر في العاصمة الأردنية عمَان،أتم فيها دراسة بعض الصفوف ثم عاد لبريطانيا ليدرس في كلية ملك لندن هناك حيث تخصص في دراسة الحروب، اكتسب من تلك الكلية الكثير من المهارات التي ظهرت في فيلمه الأشهر “ذيب”،ليعود الى الأردن في 2004 بعد أن حصل على الإقامة، فيبدو أنه قد قدر له أن ينطلق للعالمية من كنف بلده الأم .
في 2005 بدأ ناجي يعمل ضمن مركز ترعاه اللجنة الملكية الأردنية للأفلام ، و هناك أنتج أول سيناريو له أطلق عليه اسم “المطرقة” ،لتكون محاولته الثانية في 2009 في فيلم قصير بعنوان “وفاة الملاكم” ،كان لهذا الفيلم نجاحاً ملحوظاً ، إلا أن استمرار ناجي في النجاح كان معتمداً على عامل التمويل ،مما اضطره للانتظار حتى يجد جهة ما تمول أفاكر أفلامه الجاهز منها و الذي لم يجهز ، حتى التقى صدفة بالمنتج و الكاتب السينمائي “باسل غندور” و كان نتاج اجتماع هذين المبدعين ابداع أكبر و هو فكرة انتاج فيلم “ذيب” ،و بالفعل بدأ غندور في كتابة الفيلم الروائي الطويل ذاك منذ تلك المقابلة .
قضى ناجي وزميله سنة كاملة في البدو و تحديداً في منطقة وادي رم ووادي عربة ، حتى يتمكن غندور من كتابة الفيلم ،و ناجي من التعرف على الحياة الشعبية هناك و انتقاء الأحداث التي كانت يجب أن تأخذ طابع البداوة تماماً كما هي ،كل تلك التحضيرات كانت دون أن يحصل الإثنان على التمويل الكافي لمشروعهما ، فتلقى الزميلان بعدها دعماً من العديد من الجهات من بينها صندوق الملك عبدالله للتنمية و غيره ، و استمرت محاولتهما و جهودهما في إيصال فكرتهما تماماً كما خططا لها.
الذيب ناجي و ناجي هو الذيب فهما وجهان متكاملان ولا أحد سينكر ذلك ، فعندما تسمع عن “ذيب ” سيتبادر الى ذهنك ” ناجي ابو نوار ” ، إذ ان فيلم ذيب يعتبر الإنجاز الأول له ، و كان ناجي حاله كحال العديد من الشباب الطموح ، بعدما أنهى إعداد فكرة فيلمه ، عرضه على العديد من الداعمين المحليين والمؤسسات الحكومية ، إلا أنه قوبل بالرفض ، حتى انه رُفِض من الهيئة الملكية للأفلام ،الأمر الذي كان من شأنه أن يضعف عزم شاب كانت أولى محاولته و كل طاقته قد تمركزت في ذلك الفيلم ، و لكن ناجي لم ييأس بالرغم من رفض انتاج فيلمه أبداً ،فحاول جاهداً حتى وافقت شركة إنتاج خاصة على انتاج الفيلم، لذلك كان ما وصل له فيلم ذيب من نجاح ساحق ، ما هو إلا جهد شخصي ومال نظيف من شباب وطنيين مناضلين وأصحاب رسالة، حفروا صخر الأنباط وشكلوا فيه نحتاً إبداعياً .
ليتم اطلاق فييلم ذيب في السينما في عام 2014 ، واضعاً كل الأفلام الأخرى في جيبه ،فقد لاقى نجاحاً ساحقاً بالفعل و استحساناً من الكثير من المنتجين و المخرجين و المشاهدين ،فقد كان مميزاً بكل شيء خصوصاُ كونه لا يحتوي على أي ابتذال في تغيير الحقائق التاريخية أو الصبغة الاجتماعية الاردنية ، حيث خرج الفيلم من الجنوب الاردني ليعبر عن تلك البقعة الجغرافية بكل دقة ووضوح ،كما و يعد ابتعاده عن العنصر النسائي -الذي لا يعيبه شيء- نقطة مهمة تحسب للمخرج لعدم اهتمامه بالجانب التسويقي من خلال استغلال المرأة كواجهة ترويجية للفيلم مثلاً كما يحدث في العديد من السينامات العربية والعالمية ايضاً ، وإنما كان هدفه التدقيق فقط في المنظور الإبداعي و فكرة العمل ذاته، بشخصياته ومآلاته ودواعي، وهذا ما يجعلنا نؤمن بأحقيته في الحصول على أكثر من 10 جوائز عالمية .