top of page
هاشم الزبن

عندما أكتب ؟! - هاشم الزبن

أريد أن أكتب ما لا أستطيع إيصاله عبر شاشات التلفزيون، وبما أنني لست وزيراً يتحدث عن دور الشباب ويبرر بعض قراراته، أو نائباً في البرلمان، ولست أستاذاً في مدرسة أو محاضراً في جامعة، وقد لا أكون كاتباً يتفاعل القراء مع كتاباته!

كشاب لا يتقن السياسة، بعيد عن السلبية والنظرة التشاؤمية، يرى أنه من الضروري كتابة الأفكار الجديدة! ووجهات النظر .... يعلم أن كلمة الحق والإتيان بما هو جديد قد لا يروق للبعض وقد يفسر على أنه خروج عن الواقعية والأفكار المسلم بها!

يؤمن بأن الفكر والعلم هو سبب التخلص من كل السلبيات في المجتمع ويؤمن كذلك بأن اليد الواحدة تصفق ويدوي صوتها ويعلو، يتساءل لم لا يتنازل المسؤول وصاحب القرار ويعترف بأنه بشري يخطئ ويصيب؟! لم أصبحت الحرية والمطالبة بالحقوق سبباً لدمار وخراب البلاد؟! لم أصبحت الوطنية وحب الوطن تتجسد في اقتناء صورة الرئيس؟! لم لا يحق لشاب أن يصبح وزيراً للتربية أو للشباب؟! لم تصبح المعارضة فقط للمعارضة ولجلب المصلحة الشخصية، لم لا تتحول الضرائب وسياسات التقشف نحو رواتب ومستحقات الوزراء والنواب والمسؤولين؟! لم أصبح الإنسان مجرد رقم والضحايا مجرد إحصائيات وأرقام في خبر عاجل؟! لم أصبح الاختلاف إذ هو رحمة وسنة في الحياة سبب للاقتتال والتشرذم والتفرق!? لم أصبح النصيب و"القدر" شماعة لتبرير الخطأ وأصبح الاعتراف بالذنب خطيئة !?

تم تغليف الفكر وأصبح التفكير خروجاً عن الصواب وعن جادة الصلاح والفضيلة، وأصبحت الحقوق وأساسيات الحياة صعبة المنال والمطالبة بها ضرباً من الجنون! كل هذا بلا سلبية وتشاؤم! عندما تبحث عن الحقيقة حتماً ستجدها.

"ستجدها عندما تخرج عن المألوف ولا تتبع سياسة القطيع"! الحقيقة واليقين هي الغاية والبحث والتفكير والشك هي الوسيلة! علمونا بأن المشي بجنب الحيط وأن السكوت من ذهب!

وأن من الحتميات أن ترضى بحالك وتمد رجليك على قد لحافك وأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن! أتساءل لم الخوف من الكلمة وتجريم الكلام!? لم لا نتساءل ونبحث عن سبب لكل شيء!? لم أصبحنا نسخاً مكررة وروتينية في دورة الحياة!? لم لا يوجد علماء ومفكرين وهم "قلة" بالرغم من التعداد الكبير للأمة العربية !? لم أصبح التعليم والنظام التربوي خاضعاً لسياسات وأنظمة بعيدة كل البعد عن النظام التربوي الصحيح!? وأصبح الآلاف يعلقون بسبحان الله على صورة الحصان الطائر!? لم تقيد التفكير وأصبح من الممل جداً قراءة كتاب!? لم أصبحت خطب الجمعة نسخاً مكررة تقرأ على آذان لا تعي ما تسمع!? لماذا تصلي!? لماذا تصوم!? ما هو سبب وجودك في هذه الحياة وهل تملك هدفاً وسبباً يجعلك تنام وتستيقظ من أجله!? مهما كان عمرك حاول أن تجيب عن تلك الأسئلة! جميعنا نمتلك وجهات نظر وأفكاراً تختلف فيما بينها، جميعنا نمتلك الحق في ممارسة أفكارنا ووجهات النظر الخاصة بنا! "نحن لا نعلم المستقبل ولكن نملك الحاضر وتجربة الماضي" نملك "وقل ربي زدني علما"!

أتساءل لم اتهم أغلب علماء المسلمين والعرب عبر التاريخ بالإلحاد والزندقة من أمثال ابن سينا والخوارزمي وابن المقفع والفارابي وابن الهيثم..كما كانت أوروبا في العصور الوسطى !? لم عندما تقوم جماعة أو دولة بتطبيق الشريعة يصبح البحث عن العاصي ومرتكب الخطيئة هو الأهم والأخذ ببعض الآيات وترك الكثير حسب المزاج!? وتقييد المرأة وحرمانها من حقوقها باسم الدين!? لم أصبح الإلحاد هواية "شغلة الفاضي" !? لم أصبحت العلمانية والليبرالية..الخ تهمة وإلحاداً والسلفية والإخوانية إرهاباً ورجعية!? لم لا نبحث عن الأمور والهموم الواحدة والعمل على حلها بدلا من التراشق وتبادل التهم وهذا يتهم ذاك والعكس!?

وإذا كان قول الحق وعدم الإذعان والخضوع لكل ما يملى عليه جنوناً وخروجاً عن المنطق فأهلا به!

يرى أن كل إنسان يملك الحق في الكتابة والحديث بلا مقابلة عبر تلفاز ودون قاعات مليئة بالمستمعين.

١٠ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

test

test

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

bottom of page