top of page
هاشم الزبن

تاء الخجل!! - هاشم الزبن

تاء الخجل عنوان لـ إحدى روايات فضيلة الفاروق تلك الكاتبة من بلاد الشهداء الجزائر، هي رواية تجسد الواقع المرير وألم الإنسان عندما يصبح الموت هو الخلاص وتصبح الحياة شيئاً لا يطاق.

في اختلافنا في الدفاع عن الضحية وإدانة الجاني، في تمسكنا بعادات سيئة كان من الواجب علينا أن نثور عليها... في الإساءة باسم الدين والفضيلة، في التفرقة على أساس الجنس وهو السبب حسب رأيي في تفشي الإساءة للمرأة بالتحرش والاعتداء والتعدي على حقوقها، في فهمنا الخاطئ لحرية الإنسان والدفاع عن حقوقه سواء كان أنثى أو ذكراً، في فهمنا لحرية المرأة على أنها دعوة للتعري وأن من يطالب بحريتها هو صاحب أجندات خارجية ويوصف بأشنع وأسوأ الأوصاف فقط لكونه يطالب بحق إنسان.

في مصادرة حقوقها وحرمانها من أن تحيا وفق اختياراتها، هي تخطئ وتصيب لم أصبح خطأ المرأة لا يغتفر?! لم هناك ازدواجية في المحاسبة على الخطأ بين الرجل والمرأة !? في حين أننا جميعا نلتقي في إنسانيتنا وصوابنا وخطأنا..لم أصبح اللبس يبرر للمتحرش الجريمة!? إن السبب الوحيد للتحرش هو عقل المتحرش وتفكيره ونظرته المتأصلة من مجتمعه نحو الأنثى وإضعاف شخصيتها لتأتي تلك القطعان وتهاجمها ليعود كل واحد منهم إلى بيته ويفرض قوانين مجتمعه على أمه وأخته حماية لها وخوفاً عليها!!!!

لها الحرية كما لي ولك في كل شيء ولا يحق لأيٍ كان أن يتحكم ويفرض عليها ويلومها بسبب لبسها أو أي أمر من أمورها الشخصية.

في أن نطلق اسم الشرف على قتل إنسان وإزهاق روحه بينما الشرف هو الصدق والأمانه وكرامة الإنسان والعلم والدفاع عن الأوطان والفكر في مواجهة الجهل، في قوانين الاغتصاب وهتك العرض بأحكامها المخففة وكأنه المجرم قام بعمل بطولي!

وتزويج الضحية منه والحكم عليها بالموت والمجرم بالبراءة، كيف نجمع بين الضحية والجاني شيء يأبى العقل والفطرة السليمة عن فهمه!

لابد ولو بأضعف الإيمان وهو الإنكار وأن نتبرأ من هذه القوانين الجائرة.

في"العالم الثالث" ضحية الحروب والأزمات هي المرأة في باكستان عندما سيطر المتطرفون على مناطق المدنيين كانت المرأة هي الضحية الأولى لذلك قام المتطرفون بمنع الفتيات من التعلم وفرض عليهن اللباس وتقنين حياتهن ضمن قوانينهم الجائرة وفي أفغانستان المجاورة كانت الإساءة من الاحتلال الأجنبي ومن المتطرفين على حد سواء.. وفي العراق جرائم الاغتصاب من قبل الاحتلال الأمريكي واختلال الأمن، وفي شهر أغسطس من العام 2014 قامت الجماعات الإرهابية "داعش" باختطاف "سبي" واغتصاب وقتل الآلاف من الأيزيديات بعد سقوط الموصل وسوريا الجريحة ليست ببعيد إذ إن أغلب ضحايا تلك الحرب من النساء.

تساءلت لم دائماً هي ضحية الأزمات ومستضعفة من قبل غوغاء تلك الأزمات لم تعامل كجسد أو شيء مملوك يخصنا وقد قال الله تعالى "ولقد كرمنا بني آدم" ولم يفرق بين الذكر والأنثى ولا المسلم وغيره فمن نحن حتى نهين ونسيء إلى ذلك الإنسان المكرم من الله سبحانه وتعالى.

المرأة هي أمي وأختي هي الزوجة والابنة، هي أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها التي لجأ إليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعد ما أصابه من الفزع بعد نزول الوحي، أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما التي روت الحديث عن الرسول وكان يصرح بحبها ويقول "لا تؤذوني في عائشة" وهي التي قادت القافلة بعد اغتيال عثمان بن عفان رضي الله عنه للمطالبة بالقصاص من قتلته.

هي ملالا يوسفزي تلك الفتاة الباكستانية التي تحدت التطرف والإرهاب وانتصرت بعد محاولة اغتيالها وإسكات صوتها وهي عائدة من مدرستها..هي ناديا مراد في أروقة مجلس الأمن وهي تروي الفظائع والإجرام الداعشي بحق الأيزيديات..هي جان دارك التي تساق إلى المحرقة بخطى ثابتة متحدية الفكر الظلامي الذي طغى في أوروبا في العصور الوسطى، هي هيباتيا تلك الفيلسوفة وعالمة الرياضيات والفلك التي قتلت على يد الغوغاء في شوارع الإسكندرية هي آيات عامر أول عربية في وكالة ناسا وهي طالبة في الجامعة الهاشمية في الأردن...

كتبت تلك الكلمات بيد موقنة ومؤمنة بأن لابد من فجر بعد ليل أسود طويل، وأن الحق لا يضيع ما دام هناك من يطالب به, لا أنتمي لأي منظمة أو جهة حقوقية أنتمي لكوني إنسان.

٧ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

test

test

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

bottom of page