نحن في زمن كل ما حولنا ينمو ويكبر ويتزايد ويتطور بشكل وطريقة لا نكاد نستوعبها أو ندركها.
فالحياة لم تعد بسيطة مثل ذي قبل، لم نعد نعيش براحة كما في السابق.
والمشاغل والتقيد يطالنا مهما حاولنا الهروب والتجرد منه، فمن دون المشاغل والقيود التي يفرضها الواقع لن تستطيع العيش لتواكب موجة الحياة المرتفعة أكثر فأكثر.
كلما نحط رحالنا في آخر النهار ونظرنا عن بعد لكل ما نقوم بهِ ونلتزم فيه، تجتاحنا موجة من التعجب والحيرة وحالة من التمرد ننام عليها على أمل أن نكسر كل ذلك في صباح اليوم التالي.
ونمضي للعيش كما يحلو لنا وبالطريقة التي تعجبنا، بحرية وراحة وسعادة ووقت للأهم والمهم.
لكن لا يحصل كل هذا، فكلام الليل ينسيه النهار ما إن تشرق الشمس حتى نجري بكل شغف وقوة وإصرار خلف تلك القيود والعقد لرسم أهداف تليق بها، ونحققها من خلالها.
أحياناً النفس ترغب وتسعى لشيء ... لكن العقل لا يحقق لها ذاك الشيء.
أنت وأنا ..وهؤلاء جميعهم يفتقدون الحياة التي يكون أساسها البساطة، الصدق، دون تعقيد وتقييد ولكن محال ذلك
محال لأنك ربما تكون من هؤلاء البسطاء أصحاب النفوس النقية الصادقة الحقيقية، ولكن ما يحيط بك يسيّرك للتعامل معه على أساس مبادئه ومعطياته وقوانينه الصارمة ..
لكن مازلت أنا ... وأنت.
نفتقدها ...
عفوية الكلام وصدقه دون تكلف دون خوف أو تردد أو تجرد تام من المشاعر أو تفاصيل الأحلام،
البراءة التي في العيون، الملامح الطيبة التي تغمرك بحنان رقيق يلامس القلب،
العطاء من أجل العطاء لا من أجل انتظار مردود آخر ..
التعاون في سبيل خلق بيئة أفضل وعالم أجمل،
الحب من أجل الحب بتفاصيله لا الحب بذكاء أفقد القلوب نبضاتها ولهفتها والإحساس الحقيقي بها ..
والكثير من التفاصيل باتت مفقودة ..ربما هي موجودة لكنها تموت على عتبات كل الإضافات والماديات التي تجعلنا أقل بساطة من ذي قبل.