إلقاء الكلمات والتحديق بالنظر واللمس والمضايقات. الفتاة تتعرض لذلك في دوائر العمل والسوق والشارع ووسائل النقل والمدارس والجامعات.... وهناك من يبرر للجاني ويتهم الضحية بالجرم، يقول بأن اللبس والصوت والمكان والساعة سببٌ للتحرش والاعتداء، والمعتدي بريء في العرف والقانون. العقاب القانوني للمتحرش هو السجن مدة لا تزيد عن ستة أشهر، وتستبدل بغرامة.
هل القانون مطبق؟ وهل بمقدور الفتاة التي تتعرض للتحرش محاسبة المعتدي وهي تُتهم من أقرب الناس إليها بأنها السبب؟ وأن محاسبة المعتدي فضيحة تجلبها الفتاة لذويها، فتصمت، لأن كلام الناس والمجتمع أعلى، ولأن الضحية الفتاة تحولت إلى جانٍ
*مثال: موظفة في إحدى الدوائر تعرضت للتحرش من مديرها، فهل تمت محاسبة ذاك المدير؟ الجواب عوقبت الفتاة وتم فصلها من العمل.
*الدكتورة رولا القواس عميدة كلية الآداب في الجامعة الأردنية جُرّدت من منصبها كعميدة؛ لأنها قامت وطالباتها بعمل فيلم قصير يتحدث عن التحرش.
الغريزة الحيوانية (الجنسية)كباقي الغرائز(كالحاجة إلى الأكل والشرب والنوم)....ولكن ما يميزنا عن الحيوان كبشر هو العقل...العقل الذي يتحكم...وإذا لم يتحكم يحدث ما لا تُحمد عقباه وهو الاعتداء والإساءة، لماذا يبرر الاعتداء؟ في العقل الباطن هناك فكرة، تُعامل الفتاة منذ صغرها بالتخويف، وأنها ضعيفة ومستهدفة، وتكون الازدواجية في التعامل بين الأبناء الذكور والإناث... تخرج الفتاة خائفة، وإذا ما تعرضت للإساءة تستأثر الصمت كون الاتهام سيوجه إليها، وذاك الفتى الذي يعتدي لا يحاسب على أفعاله، ويرى في نفسه أنه يملك ما لا تملك، لو عاملنا أطفالنا دون ازدواجية (وعيب تعملي هيك...وهذا شب..وأنت بنت)... وشُدّدت العقوبات وطبقت...كيف سيكون الحال؟؟ أخيرا (هي حرة شو تلبس، وأي ساعة تكون ماشية بالشارع وصوتها عالي أو تضحك...ببساطة لأنه ما إلك دخل..وحيونتك تنتهي عند حقوق الآخرين).