"لا تغتصب حقوق عذرية الكلمة والكاتب والفكرة وتنسبها لذاتك، الكتابة صدق، ومهما كانت فهي تعبّر عن رأي الكاتب وصدقه ووفائه للمادة التي يكتبها والحروف التي يسطرها، وإن كان الأدب امتداداً....فمن حقوق هذا الامتداد أن يأتي بما هو مغاير. من المحزن أن أرى عشرات أو ربما مئات الكُتّاب يسطرون كلاماً بذات المعنى والمغزى والفكرة والهدف ولفئة عمرية معينة. الكاتب هو الذي يستطيع أن يصل بلغته لأبسط عقل مدرك، وهو القادر على أن يقنع بكلماته وأفكاره وآرائه أكثر العقول حكمةً وإدراكاً واستيعاباً، وعلى الرغم من بساطة اللغة لكنها عميقة بمعانيها وكلماتها، ويستطيع الكاتب أن يشكّل صورة لعدة فئات من القرّاء لما يكتبه من أفكار ومشاعر....وطموحي أن أكون كاتب امتداد.... أطمح أن أكون أساساً .....وكل ما سيأتي بعدي هو امتداد للغة البسيطة والأفكار التي تترجم على شكل كلمات بصدق...ورسالة أتركها لمن يقرأ، ومن سيقرأ لي بعد عشرين سنة من اليوم. الكلمات التي تولد بسرعة...ترتفع...توضع بين أيدي الناس..وفوق الأوراق البيضاء بسرعة؛ لتصنع كتباً،وأفكاراً مكررة مستهلكة قصيرة الصلاحية... تنتهي بسرعة. البقاءُ للأصدق بعد عشرين سنة من اليوم، لأني لا أفكر بالغد والذي بعده. الكتابة كالحب.... أفكر بالعمر الطويل الذي سيجمعني وكل كلماتي فيما بعد... لهذا لن أستعجل الظهور لأكون كاتباً بكلمات مستهلكة تُنسى وتَندَثِر بعد خمسة أعوام....أريد أن أكتب كلمة خالدة تصمد في وجه التغيرات والأجيال والأفكار، لتكون قادرة على أن تؤثر بهم وتلامسهم حتى بعد عشرين عام...ليس فقط للغد والسلام.
top of page
bottom of page