مشمش هندي "3" - محمود مقدادي

في يدي الواحدة خمسة أصابع ، وتبقى من وقت الحصة الأخيرة خمس دقائق ، وعندما أخبر الأستاذ عن الوقت المتبقي من الحصة..حينها بدأت عيناي تلمع كفلس جديد ، وخرجنا من الغرفة الصفية مجموعات كأننا منظومة أو فيلق حرف كل حسب الحي الذي يمكث فيه ، يجرون...يلاحقون بعضهم بعضا...وقهقهاتهم العالية...يتبادلون الأحاديث عن ما قاموا به في الغرفة الصفية ، أو في باحة المدرسة،وعن موعد التجمع لمباراة كرة القدم الأسبوعية في الحي المجاور نعم...إنه يوم الخميس بداية عطلة الطلبة ، وفرصتهم ليسدوا حاجاتهم من الرياضة ، وأنا في طريقي،وقعت عيناي على الثمرة الارجوانية،إنها كنز العصفور الذي رأيته اليوم في حلمي قبل أن تيقظني أمي للذهاب إلى المدرسة،حبة المشمش الهندي كانت حقا ككنز للعصفور،وكانت لوحة رائعة لأن تأخذ جزءا من ألبوم صوري وما أن وصلت غرفتي،وضعت كل الأوزار التي تمكث على ظهري عند السرير ، وذهبت لأتصفح مواقع التواصل الاجتماعي،وأرى أصدقائي الالكترونين حتى رأيت الطبق الأول من وجبة الغداء على طاولة الطعام ، وذهبت لأحجز لي مقعدا ؛ لكي أسد رمقي واكتسب طاقة لمباراة كرة القدم التي ستبدأ بعد صلاة العصر لاعبو الفريق المنافس لا يصلون ، ويستغلون وقت وجودنا في المسجد في التمرينات المكثفة ، وبعد الانتهاء من مباراة الأسبوع ، حان وقت البرنامج الأسبوعي ، تجمعت العائلة،وما أن بدأت الدقيقة الأولى من البرنامج دق جرس المنزل جالبا معه عائلة أخرى تشاركنا المشاهدة ، إنهم أقارب أمي،فما إن تنتهي الأمسية عليك الخلود للنوم ؛للاستيقاظ باكرا لصلاة يوم الجمعة ذهبت لغرفتي متوجها للنافذة انظر للحي،استمررت على هذا الحال أكثر من ساعتين ، وما زال جبيني ملتصق بزجاجها البارد الندي،وأنا أنظريمنة ويسرة كالعادة بانتظار أمل جديد ، فلقد طال الوقت،ولا زالت تنسل في عروقي رغبتي بلقائه مجددا ، وضوء القمر الذي يشع من نوره سهم يخترق عيناي الحائرتين،ويخطف من النجوم لمعانها ويضيء غرفتي بها،ويشرب من موج البحر الهائج فيجعلني مليئ برغبة الغوص فيه فاعبر سجياتك واسترخ،إن ارهقتك عبراتي،أنا فقط أتوسل الأيام أن تعيدني حيث كنا ، وتنساني هناك،والآن نم يا قلبي واسترح،فينتظرك أجمل من الذي تفكر فيه