top of page
هاشم الزبن

المرأة 2

تُتّهم المرأة بالعصاب والهستيريا أو ما يسمى بالأمراض النفسية، وعلم النفس في وقتنا الحاضر مرتبط (بسيجموند فرويد) ونظرياته في التحليل النفسي وسيكولوجية المرأة والتي تقول أنها في طبيعتها أقل من الرجل، وتصاب في طفولتها بالغيرة من أخيها الذي يمتلك عضو الذكر وهي لا تملك، ويعتبر هذا انتقاصاً، وتعوّض هذا الانتقاص بالزواج وإنجاب الأطفال، ودورها الأسمى في الحياة هو خدمة الزوج والعائلة (الأمومة)، هذه النظريات متبعة وتدرس في الجامعات وتخصصات علم النفس، ويعتبرها الكثير من علماء النفس حقائق مقدسة، و(فرويد) قبل أن يموت قال بأنه لم يفهم طبيعة المرأة بعد، وابنته من بعده عارضت أفكاره وغيرها من العلماء، بقيت تلك النظرية وكأنها حقيقة لا تتغير وتتعارض. المرأة ترى التناقضات والازدواجية، وتمنع من تحقيق أحلامها وأهدافها، وأن تعمل عملا ً إبداعياً هي تختاره. تخرج إلى الشارع، وتتعرض لأشكال التمييز والمضايقات، يُنظر إليها كجسد يغطى ويعرى، تشاهد التلفاز فترى من يأمرها بالحجاب، ويأتي الفاصل الإعلاني ويستخدم الجسد للإغراء،كما ترى التناقض في المسلسلات والأفلام والقنوات والبرامج.... عندما تتزوج تحرم من إبداعها للتفرغ لخدمة الزوج والعائلة، مطالبة كذلك بالطبخ وخدمة المنزل والأبناء، ويجب أن تكون جاهزة للفراش وإلا لعنتها الملائكة... وعندما تفقد أعصابها وتصاب بالقلق والتوتر وشتى الاضطرابات التي تسمى الأمراض النفسية، يتم ربط ذلك بعقدة أوديب وهرمونات الأنوثة والغدد الصماء، لا ينظر الأطباء إلى الظروف والأحداث والمصاعب التي تواجهها، ويتبع نظرية التحليل النفسي، سجنها في مصحة، وعلاجها بالجلسات الكهربائية لتعود بنا إلى العصور الوسطى...إلى كرسي المسامير المدببة، وحقنها بالمهدئات ومخفضات التفكير، ووصفها بالجنون والهستيريا رحمها الذي كان سبب دهشة البشر الأوائل وقدسيتها....لماذا لا نكون واحد؟ لماذا لا تكون حياتنا تشاركية؟ نقف جنباً إلى جنب، يجمعنا الحب، واحترام قيمة الحياة وجوهرها، لماذا يجب أن يكون ظالم ومظلوم، جانٍ وضحية؟ والقمة تتسع للاثنين، دون أن يقصي أحدنا الآخر، ونحن إنسان واحد...

٤ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

test

test

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

bottom of page