top of page
هاشم الزبن

معايير أخلاق ! - هاشم الزبن

ما هي معايير الأخلاق؟ومن الذي أوجدها؟ومتى وكيف وجدت؟ وهل هناك ازدواجية في تلك المعايير؟ تتزاحم القنوات الإخبارية المتعددة بالأخبار العاجلة التي تتحدث عن مقتل وإصابة وتشريد أعداد من الناس،وشرقنا الأوسط وعالمنا العربي مسرح الأحداث،تكاد لا تنقطع تلك الأخبار،ومخيمات اللاجئين،وهجرتهم غرباً وشمالاً عبر البحر،والمشاهد المأساوية للقوارب التي تقلُّ عشرات اللاجئين،يخوضون لجة الخطر و أمواج الموت التي تتلاطم؛ليصل القارب بهم برَّ الأمان. اعتدنا تلك الأخبار العاجلة اليومية،وأصيب شعورنا بالتبلد....لكن أمام دماء وجوع و ألم ومصائب أولئك نقف جامدين،وعندما يخالف أحدهم معايير أخلاقنا،نتحرك غضباًوسخطاً ولعناً.... في مجتمعاتنا اعتدنا مشاهدة المتسولين على الأرصفة وإشارات المرور،ويتم تجاهلهم وتحقيرهم وأحياناً اتهامهم،وإن مدت إليهم الأيادي ببضعة قروش.....يتم استغلالهم ومعاقبتهم بتهمة التسول،فقط لأنهم تجاوزوا تلك المعايير الأخلاقية التي وضعت،دون أدنى نظر إلى حاجتهم ومرضهم واستغلالهم والأسباب التي دفعتهم للقيام بهذا العمل.... لان نغضب...ولا تجرح مشاعرنا...ونصاب بالأسى والأسف عليهم،بالمقابل نغضب،وتجرح مشاعرنا لو قام أحدهم بشرب الخمر أو تقبيل محبوبته أو أمسك بيدها أو العكس،لو قامت فتاة بالفعل وقبلت حبيبها أو أمسكت بيده....لو مارست الجنس مقابل مبلغ مادي يسدُّ تلك الحاجة إلى المال،ستوصف بأبشع الأوصاف،ويعاقبها القانون والمجتمع على فعلتها... ازدواجية المعايير والأحكام الجاهزة،والاستغلال وعدم تجاوز دوائر الخوف ووضع النقاط على الحروف ومواجهة الحقيقة،وعدم الاكتفاء بقول الحمد لله الذي عافانا عندما يموت الناس ويسكنون الخيام وتكون نتيجة الصراع بين الأطراف المتنازعة اللجوء والاستغلال وانتهاك حياتهم.... كل إنسان له حقوق أساسية كالتعليم والاستقلال الاقتصادي والفكري والشخصي وحريات الاعتقاد...العمل والغذاء والمساواة،والاختيار دون تمييز وازدواجية....وإن فقدت أي من تلك الحقوق يكون الإنسان عرضة للظلم والاضطهاد والقتل والاستغلال.

٣ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

test

test

نقطة آخر السطر

خرجت دامعة العين،ذهبت ولَم تَعُدْ،لملمت نفسها وقوتها وغادرت،خرجت ولَم تُحرِّك ساكناً قط،تحاول أن تترك ضعفها..انكسارها..دموعها...

bottom of page