أشعلتُ نور الغرفة قبل ساعتين من آذان الفجر...أصابني الأرق ولم أستطعْ النوم واستمررتُ بالتفكير.... لماذا لم أنمْ ؟وإذا نمت ستفوتني صلاة الفجر،وأفكار مشتتة ومختلطة تدور في ذهني....فقررتُ الكتابة على ورقة بيضاء كانت موجودة على طاولة الغرفة،وبدأتُ انتقاء عباراتي وأرتبها بطريقة مثل النجوم....أنتظر...تباً....أنت أجمل من ذلك....محوت بعضها لكي أضع بدراً يزيد النجوم تألقاً...وأصبحت السماء تغار منها.... مضى الوقت،وصعد الخطيب المنبر،وسرق كلامه عقلي؛ليذهب ويتعمق به عندما قال: "بددوا غيوم التشاؤم،وإنه مهما أُثقل المؤمن بالجراح فالنهاية تكمن في الفلاح".... الكل ينظر،وكلٌّ منا له نظراته الخاصة...بدأنا الصلاة بالتكبير،وانتهينا بدعاء الخروج من المسجد وسط مزاحمة المصلين؛لتصل إلى حذائك الذي حجز مقعداً برفوف أحذية المسجد، فتتوجه إلى منزلك صاحباًمعك كل من تلقاه من أبناء حيِّك....ثم تكمل يومك،وترى ما عندك من جديد في عالم التواصل الاجتماعي،وترى تجمع العائلة المعتاد....وأنا كعادتي أجلس على أريكة في غرفة الضيوف....وأبدأ بنسج خيط التفكير حتى أملَّ وأبدأ البحث عن شيء آخر أقوم به،لكن العناية الزائدة توقفني عن بعض المشاريع التي أفضل القيام بها،فتعود فكرة التغيير التي راودتني عند بداية مصابي ....هنا تبدأ المشاعر الممزوجة بالخوف والقلق حتى بدأت بالانهيار.... كل هذا قاله لي بعد خروجه من غرفة العلاج الكيماوي بيومين،عندما شعر بالارهاق وأصبحت الحياة لا تتسعه رغم حجمها الكبير... كنت أريد أن أُزيح بعضاً من العبء عن كاهله،وقلت له أني أعرف كل شيء فينهار باكياً أمامي،ويحتضنني.... ثم تواصل حياتك ولو بحزن،ولكن ليس كإنسان على سطح صفيح حار،أنا بانتظار خطوة منك لأخطو لك بعدها خمسين خطوة....مُدَّ يدك أكثر ....أكاد أمسك بها....قل شيئاً علك تكسر سبعين حاجزاً...لقد قلت له دعني أفكر عنك،وألغي المسافة بين الخيال واليقين...لكن من يجابهه فقد أسرف بالكتمان حتى أجهل كيف يبوح... لم يعد باستطاعتي النسيان...لكنك يا سيدي تدوي في كياني...وعهداً مني يا عظيم سنلتقي....
top of page

bottom of page