ضيع البوصلة،وتتعدد المشاهد...ما كان يبكي العيون،لم تعد ترف له الأجفان،الزمان تبدَّل وتبدَّلت الأحوال،فقدت الحياة قيمتها، وأصبح الموت اعتياداً ونصيباً لا مناص منه،وقدراً محتوماً...وباء متلازمة "الدم والقتل"....سوداوية المشهد تلخصها كلمات شعر مأساة واقعنا،ونثر من مداد الدماء يكتب....يلقى بكائياً جنائزياً،والجميع يسأل كيف الخلاص؟ استطال الليل العاصف،بدره تحجبه غيوم...لا ترسل مطراً،وإنما ترسل ظلاماً فوق ظلام،يفرح البعض عند مرور المواكب الجنائزية،وما أكثرها،تباع الأوطان والحياة...طفولة تنتهك،وحريات تغتصب،وعقول تسجن وتغتال،ورعاع يحكم...دماء تنزف لا يلتئم جرحها،كلٌّ يرى نفسه هو الحق....هو صاحب الفضيلة والأخلاق،الجميع قضاةٌ وجلادون،وظيفتهم التحليل السياسي،يعرفون الاستراتيجيات والأسباب والخطط المرسومة..... هل الفجر قادم؟ وخيوط الفجر واضحة في اشتداد الليل وظلمته الحالكة،وكيف ستشفى وتبعث حياة أولئك الراحلين،ضحايا تلك التراجيديا...
top of page
bottom of page