الحكمةُ من الحُبّ

لماذا نحبُّ،إنْ كنّا من الأساسِ نطمحُ للعيشِ بحزنٍ ومللٍ ونكدٍ طويلٍ؟ لماذا نبدأُ مع من نحبُّ بكلِّ ثقةٍ وإصرارٍ،ثم يبدأ ما بيننا بالذبولِ والخفوتِ والتلاشي؟ حتى نصل إلى نقطةٍ لا نجد ما يجمعنا ومن نحب سوى تفاصيل الحياة الرتيبة،ومتطلباتِها اليومية، ولا مجال لنا أن نحيا بسلامٍ ووفاقٍ كما بدأنا في السنوات الماضية... من الضروريّ إدراك أن الحب في أوله يختلف تماماً عن الحب في مراحله المقبلة، ومع كل مرحلة تكتسب علاقة الحب شيئاً من الاعتياد الجميل...شيئاً من الحكمة والذكاء والتنازلات الصغيرة؛ للمضي قدماً نحو أهداف كبيرة... المشاعر ضرورية...لكنّ....الأدوار الجديدة في الحياة تبدأ بالظهور في أعلى قائمة الأولويات....فالزوجة التي كانت تمضي كامل وقتها لتدلل هذا الرجل وكأنه طفل صغير،أصبح هناك الكثير من الأمور التي تشغل بالها، والزوج الذي كان يغدق عليها بالغزل، والكلام الجميل، أصبح ينسى قول كلمة وقعها في الصباح الجميل... لهذا يجب أن ينتبه المرء على حياته،كيف كانت؟ وكيف ستكون مستقبلاً؟ وأي شكل ستأخذ؟ وبرفقة من؟ من الضروري عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام مشاعرنا، والتي تبدو بأنها يوماً بعد يوم تذبل...و ألا نتجاهل ذلك، ونترك للوقت والزمن أن ينسينا أهمية الحب والشغف الذي بيننا.... في كل نهار تبدأه، مثلما تفكر في العمل، وتخطط لتنظيم وقتك واستثماره بشكل جيد جداً، فكّر كيف تحب من معك؟ كيف تجدد مشاعره ومشاعرك؟ وتحبه بالشكل الذي يليق بالفكرة والخطوات الأولى التي كان وقتها كل ما تمتلكها هو الإحساس والحب السعيد الذي بينك وبينه....لا تنسَ كل هذا، ولا تجعل البؤس والحزن يأخذك أمام الضياع والذبول... غادر الحياة الاعتيادية، وشيّد حياتك بنفسك بما يخصك، ويشبهك ويليق بك، وتذكّر أن البؤس في الحب يورِّثك يأساً طويلَ الأمد، تخلّص منه،ولا تنتظر نصيحة أو شفقة أو مساعدة من أحد ....لتستمر حياتك بشكل أفضل يجب أن تنتبه كيف تحيا الحياة والحب المجرد من البؤس والوقوف على أطلال الماضي الجميل؟؟..