"شو بترسم يا حبيبي....برسم طيارة....إلى نهاية الحكاية"... كالعادة أقف في وسط "باص الكوستر" ثابت القدمين،أتمايل كشجرٍ تهدهده الرياح مع كل مطب، حمولة " الباص" غير محدودة...أحياناً يكون الواقفون أكثر من الجالسين...أحاول جاهداً رسم ابتسامة لا أستطيع، أصاب وجهي "بلوك"...يضيق المكان...لا بأس...اغمض عينيّ، وأتخيل أنني جالسٌ خلف مقود سيارتي أحتسي قهوتي، وأستمع إلى موسيقاي الهادئة....وفجأة...صوتٌ هادرٌ يقطع الحلم...مذيعٌ يزأرُ صوته متحشرجاً يحتاج إلى"فلتر"....صباح الوطن الجميل....صباحي يبدأ بصراخ المنبه...لدقائقَ لا أعي من أنا وأين ومن ومتى؟؟..خلال دقائق أقف بانتظار "الباص"، ليس له موعد محدد"عالتساهيل".... في الصباح ينعقد لساني عن الكلام، وجهي عابس متجهم، وداخلي مبسوط، سوى: "ليش هيك؟"...لفتت انتباهي عبارة "ممنوع التدخين" وأنفاسي تختنق لازدحام السجائر حولي..أغيب في أحلامي الوردية...أنتبه لوصولي حيث وجهتي...متأخر كعادتي، مؤمن بأن مواعيدي يابانية لولا كل شيء...أرسم ابتسامة على وجهي...أتخلص من آثار المعركة السابقة وأستعدُّ للآتي...رسالة "واتس" نهايتها تهديد، إذا لم أرسلها لعشرة أشخاص أعلق من رموشي، وتقطع أطرافي من خلاف....أحذف الواتس، ولا أنسى حلم ذاك الطفل بأن يسافر بالطائرة...
top of page
bottom of page