مضى بعدما أقفل الباب، في تلك الغرفة رفوفٌ تتزاحم فوقها صور وكلمات قد قيلت، وجوه الغائبين وأصواتهم، ضحكاتٌ ارتسمت ذات لحظة مضت، يحسَب أنه قد غادرها، هي لم تغادره، هو لم يُلقِ نظرة أخيرة... لم ينطق لسانه وداعاً... تلك الغرفة هي الذاكرة... لن تُمْحى تفاصيلها وإن صَغُرت... توالي الأيام والسنين يعيده لحناً حيث الرفوف، ينفض طبقات الغبار المتراكم، يقرأ الكلمات واضحة على جدرانها، يحتضنُ الصور، ويسمع ضحكات لم يُنسَ وقْعُها... تضيق الغرفة بمحتوياتها، وهو يحسبها سوى جدرانٍ ورفوفٍ جرداء، يعلوها الغبار ورواسب الأيام....