أخافُ أن أكون قد شُفيْت من الكتابةِ ، كان المرضُ بها مزمناً ، كان حاداً و كنتُ أُحِبّ ذلك، ما تمنّيت يوماً أن أعيش مُعافاة دونها، كنت أرمي نفسي إليها رماية لتظر آثارها عليّ، كـنتُ أعشق أن أقيس المسافة بين سطرين، ولم أكن يوماً أبدأ بالعنوان، السطر الأوّل سهلٌ ممتنع والأخير لِوحده يُكتب، يتصارع قلمي مع الورقة لكن أفكاري التي أنثرها كانت تُعلن دائماً بأن قلمي هو الفائز. كانت تُخيفني اللحظة التي أحتار بين اثنين، أَأُمزّق الورقة أم أستمر؟ كنتُ أستمر وأُبحِر في كل الأحوال، أتباطاُ قليلاً إن مرّ جَمع القرّاء على بالي، لكنّ يدي تستدرك الموقف بالشد على القلم لِيُسرِع قليلاً، فينسى عقلي كل شيء و يعود يُمطِر بحروفه، ليصل لآخر كلمةٍ، فأقرأ ما كتبته ليكون أمامي إحدى الآتي: أطوي الورقة وأبتسم، أُمزّقها وأندم، أو أتركها على الطاولة منتظرةً قدرها، و لا أذكر أنّني أُعاود رؤية هذا النوع تحديداً . لا يهمني أبداً، لكن هل حقاً شفيت من علّتي التي أرغبها؟ أم أن قلمي ضائع؟