كانت المرة الأولى التي أحمل السلاح بها، كانت الحرب في أوجها والأوضاع مشحونة بكل أنواع الاضطراب والتوتر، لم يناهز عمري العشرين ربيعا، ولم أر زهرة شبابي مثلما يقولون، في البلاد هذه تقلع البذور من الأرض قبل النمو، وهذه حالنا أيضاً، أردتنا الحرب فتاتاً وقلوبنا كانت كالهشيم لا ترى فيها بصيص ضوء.. اضطررت لإطلاق تلك الرصاصة في قلبه.. لم أكن أعلم أنه أخي، وكان مجرد دفاع عن النفس، هيّء لي أنه منهم.. خونة البلاد ومشردو النساء والأطفال والشيوخ، ومزعزعو الأمان، كان انتقاما لوطني، لم أعلم أن انتقامي هذا سيكلفني حياة أخي، سار كل شيء بسرعة البرق.. مات أخي وأمي تصارع الجنون، وأنا بين الحياة والموت.. اللعنة على الحرب.. اللعنة عليكم.
top of page

bottom of page