خير ما يفعلهُ الْمَرْء أن يفتح كتاباً على أن لا يهجره ..
ويتركه مُهملاً فوق رفوف المكتبة
حتى تتراكم فوقه ذرات الغبار وتتناساه بكتابٍ آخر قد يشابه مصيره مصير أخيه.
لماذا نقتني الكتب إذاً إن لم تكن تلبي الحاجة الأساسية من اقتنائها وهي القراءة ومعرفة ما تحملهُ صفحاتها
والتفاعل معها وتحقيق غرض منها وهي المعرفة والغذاء للعقل والروح ..
القارئ مسؤوليتهٌ تفوق الكاتب أحياناً.. فالكاتب يتغذى على تفاعل القراء مع ما يكتب
وإن كان ذلك التفاعل يقوم على جهل بما يحويه الكتاب أو مجرد رأي يشابه عشرات الآراء غيره بهذهِ الحالة
لن يستطيع الكاتب أن يحاكي الجمهور ويصل لأفكارهم ويطرح مشكلاتهم ويعالج العقد المتراكمة في حياتهم
حتى العِلم لا يتقدم إلا بالتجربة ومعرفة الحاجة الأساسية للمحيط والإنسان لتطوير العلم وتطورهُ لتلبية حاجة الأخرين والفائدة منه.
فكتابٌ لا تقرؤه من الأفضل لك أن لا تقتنيه فقط لأنك ترغب امتلاك الكُتب والظهور بإطار اجتماعي كقارئ نهم!
ترتقي الشعوب بالمعرفة والعلم وتنحدر كلما تراجعت عن المعرفة وكان العلم لديها في مراتب متأخرة حتى تنحدر صوب الجهل والكسل وخمول العقل والجسد.
إن جاعت العقول لا تستطيع أن تطالب بلقمة عِلم أو معرفة لن تموت بمجاعات عالمية تنقذها منها المنظمات الدولية
إن جاعت العقول ووصلت عند خط الجهل السحيق سوف تتراجع الحضارات وتنهار الأمم وتغدو الحياة شديدة الظلام
ولن ينقذها من ذلك سوى إعادة تأهيل وبناء وجمع شتات ما تبقى من معرفة وتلاحم الفكر بذكاء
لنحيا مجدداً بالعلم ونتقدم
كشعوب لا تهتم فقط بالظاهر دون معرفة ما يدور خلف الكواليس
لنتعلم أن نُعد مائدة العِلم والمعرفة لأنفسنا كما نهتم بإعداد مائدة الطعام !
وأخيراً خير ما يفعلهُ الْمَرْء أن يفتح كتاباً على أن لا يهجرهُ … تذكر كم من الكتب بدأتها وهجرتها خلفك ؟ عُد لها من جديد خذها إليك واغترف مِنْهَا تجارب وعِلماً وفكراً يجدد فيك الحياة يعلمكَ ويشحذ طاقتك ويجدد آمالك … ويدور بك شتى بقاع العالم ويفتح آفاقاً جديدة في مخيلتك كل الكُتب التي أحببتها وتعلقت بها عد إليها لا تسمح لمشاغل الحياة المستمرة أن تحرمك من متعة قراءتها …