قد يكون كلانا لا مبالياً، نعيش على أنّنا الأبطال لأنّ الحبّ ما استطاع يوماً أن يعيش فينا، قد يكون الأمرُ أبداً لا يُعنينا، والعقل ولّيّ أمرنا ولا نعير القلبَ أيّ اهتمام، قد نكون كذلك! لكن حدَث والتقيْنا، و جلس القدر يدبّر التعارف بيننا، تقابلت أعيننا لنسارعَ بالغضّ، قد يكون كلانا شعرَ بنبضٍ جديد ٍ في القلب، لهفة تشتعلُ لحبّ يُقبل إليها، رجفة الضلوع لا تهدأ، وشرارة ما تخلّفه النظرات، سعادة لا أحد منّا يعرف نوعها، قد يكون كلانا لا يغيب عن بال الآخر لسببٍ ما، قد يكون كلانا سعيداً بما يشعر، مكتفٍ بذلك . لكن قد يكون يا عزيزي أن تمضي الأيام بنا، ولا يسعنا أن نلتقي كما التقينا دونما تخطيط، قد يذهب كلٌّ منّا في حال سبيله، دون أن يبوح أبداً بما سكن قلبه، قد تمرّ السنين وحالنا كما هو، كما التقينا أوّل مرّة، لكنّه في القلب يتغيّر، يتضخّم، حبّاً يزيد ويكبر، حبّاً يصرّ على البقاء، لكن قد يكون أن يظلّ الحب هذا حبّاً صامتاً، حبّاً يُزعجنا ونصرّ على أن نخفيه، قد نعيش ونكبُر وتظلّ كل تلك التفاصيل ذكرى لا تُنسى ... أبداً لا تُنسى .