خرجوا من بلادهم تاركين خلفهم طعامهم على النار!! خرجوا تاركين خلفهم أطفالهم ومدارسهم، تاركين مستقبلاً كبيراً كانوا يتمنون أن يحققوه بانتصار! خرجوا تاركين خلفهم كل شيء!! ظانّين أنهم عائدون بعد يوم وتركوا أبواب منازلهم مفتوحة!! وفجأة هبّت عواصف وأطلقت رصاصات ونيران!! وأصبحت الساعات أياماً وشهوراً وسنين وأعواماً، وخذلهم الزمان الغدار!! واليوم ستصبح السنون تسعاً وستين!! سنيناً تتلو سنينا، وتمر الأعوام ويزداد الشهداء الذين بدمهم النقي أصبحوا تجاراً!! ولن ننسى أسرى المعتقلات، الأسرى الأحرار!! الذين بدمهم وروحهم افتدوا البلاد!! يا ترى هل سنعود ونفتح أبواب الدار؟؟ هل سنعود ونطهو أكلاتنا التي بزمانها حرقت على النار!! والأسرى الأحرار، هل سيعودون لأحضان أهلهم وباب الدار؟؟ هل سيعودون لمستقبل تمنوا أن يبنوه ببلادهم؟؟ سيعودون لأحلام تهدمت مع الاحتلال ويحققونها بعد الانتصار؟؟ عائدون عائدون ولو انقلبت الأعمار.. ولو عاد الكبار صغاراً!! عائدون ولو قلب الليل نهار، ولو أمطرت السماء بدل الماء شجاعة ورجالاً وانتصارا!! عائدون ولو مهما صار!! عائدون ولو ألقوا الرصاصات في قلوبنا، ولو أهانونا وأبعدونا عن الانتصار! عائدون رغماً عنهم وعن الاحتلال، عائدون منتصرين وأحراراً!! عائدون ولو جرحونا واغتصبونا بالنيران!! عائدون ولو هدمونا وأهانونا!! مستعدون لأن نقف وحدنا بيد واحدة أن نعود ونُرجع بلادنا، سنعود ونعيش!! عائدون بإذن الله جل وعلا ولو أصبحت ال 69 سنة أعواماً،وقروناً، ودهور!! سنعود واقفين على أرجلنا ممسكين بأيدي بعضنا رافعين الراية مفتخرين بانتصارنا... لأرض بلادنا سنعود وبيد واحدة وقلب واحد وبشموخنا وشجاعتنا، بوقفتنا سوياً سنعود يا فلسطين!! 15/5
عائدون يا بلادي