أصبحنا في مجتمع غريب، يعيشون فيه بغرابة، ستجد فيه الكثير الكثير، ستجد الأناني الذي يحب نفسه فقط، ستجد الذي يطيع الله عند الحاجة فقط، لا يتقرب من الله إلا عندما يسقط ويحزن؛ لأن الله لم يُجب دعوته.. بربك!! كيف سيستجيب الله لك وأنت لا تطيعه ولا تدعوه ولا تقترب منه لا بسجود ولا حتى بدعاء، كيف سيستجيب لك وأنت الذي تطيعه فقط عند الحاجة.. مجتمعنا غريب حقاً، غرابته جعلتنا نشعر بأن حياتنا هي الغريبة.. أصبحنا نرى غرابة في حياتنا بسبب الأشخاص الذين يعيشون معنا.. صرنا نرى من يتكلم عنا بالسوء، أنا عن نفسي أصبحت أجلس وأبتسم وأفرح مع من يؤذيني برغم أنني لا أظهر له هذا، ولكنني أعرف.. أصبحنا نرى أغلى وأحب الأشخاص على قلبنا يتكلم عنا، وبرغم هذا نجلس معه وكأن شيئاً لم يكن، نرى ونسمع كلَّ ما يقال عنا ونصمت؛ لأننا نمتلك قلوبًا طيبة وعاطفة جميلة ،أصبحنا نرى النفاق بأعيننا ونصمت لأنه يوجد إله وسيحاسب كلًا منهم، سيحاسب الله كل من تقرب إليه وقت الحاجه فقط وعند سعادته لا يعرف من الله أساساً ولا يتقرب له بشيء ولا حتى بصدقة تمحو ذنوبه، لديَّ يقين كبير بأن الله سيحاسب كلَّ منافق على ما فعل، سيحاسب كلَّ من تكلم عنا من وراء ظهورنا وأمامنا يحبنا ويجلس معنا، أستغرب منهم كثيراً، أستغرب من الذين ينافقون أمام الجميع وأمام أنفسهم، ألا يخجلون من نفاقهم هذا؟؟ لماذا أصبحنا هكذا؟؟! لماذا وصلت معنا درجة النفاق إلى هنا؟؟ لماذا أصبحنا في مجتمع ومع أناس لا يخشون الله في أنفسهم ولا في قلوبهم ولا حتى بأحبائهم.. أليس الحب أن تتقي الله فيمن تحب!! ما الذي جبرنا على أن نصبح هكذا، على أن نعيش في مجتمع مثل هذا؟؟ ما الشيء الذي أضاعنا عن الله وعن ديننا بهذه الطريقة؟؟ هل الغرب هم من أبعدونا بهذا الشك؟؟ بلباسهم وأفكارهم التي زروعها بعقولنا والكلام الكاذب الذي أوهمونا به هو الذي أضاعنا وجعلنا هكذا؟؟ أظن ذلك.. ولكن لماذا؟؟ لماذا لا نسحقهم نحن؟ لماذا لم نُرِهم أن ديننا هو المنتصر دائماً وأبداً؟؟ وأن دينهم هو المهزوم هو الدين الخاطئ في كل أساليبه وطرقه؟؟ لماذا لا نقنعهم بديننا ولباسنا مثلما أقنعونا هم بالرغم من أن ديننا الصحيح ودينهم الخاطئ الضائع المهزوم دائماً وأبداً؟؟ ها نحن الآن وصلنا إلى حالة اليأس مع أنفسنا.. أصبحنا كالطلاب الذين يتلقون المعلومة من الأستاذ إن كانت صحيحة أو خاطئة يحفظونها لأنها وصلت إليهم من فم الأستاذ الكبير.. أصبحنا هشين من الداخل لسنا راضين عن أنفسنا، ولكن نواظب زماننا ونساير أنفسنا ومجتمعنا والأشخاص الذين يعيشون معنا.. صرنا نتلقى التعاليم من الغرب ونتقنها دون أن نتأكد من صحتها، ربما نكون متأكدين من أنها خاطئة ولكن نتقنها من أجل أن نواكب الموضة ونعيش بحرية في مجتمع فاقد الحرية الحقيقية.. فاقد الدين، فاقد الأخلاق يتحلى بها فقط ليقال عنه خلوق وبداخله لا يعرف ما معنى كلمة أخلاق أساساً.. لمَ لا نتغير؟؟ لمَ لا نبتعد عن الغرب قليلاً ونواظب ديننا بشكل أكثر دقة من هذا؟؟ ديننا ليس صعباً، على العكس توجد فيه حرية كاملة ولكن بأخلاق، بتفاهم وبحب.. شخص واحد قادر على أن يغير ما بداخلنا من أفكار مشوشة ونفاق، قادر على أن يزيل الغطاء الأسود الذي في قلوبنا ووفي عقولنا.. ولكن نحن الذين نمنع أنفسنا من التغيير، نحن مَن لا نريد تصفية قلوبنا وعقولنا.. أليس كذلك؟؟ أنا وحدي قادر على التغيير ولو كل منا يغير شيئاً واحداً فيه أو فكرة واحدة اخترقت عقله سننجح ونصبح أفضل.. سنقدر بأن نقنع الأغراب بنا.. نقنعهم ونريهم الدين الصحيح، الأخلاق الحميدة، والقلوب الصافية التي تحمل كلاما جميلا وحبا في الله.. لا القلوب التي تملك حقداً ويأساً ونفاقاً...قادرين على أن نغير أنفسنا ولو غيّرنا أنفسنا من الداخل سيصلح كل شيء بنا وسيضطر الآخرون إلى فعل ما فعلناه نحن وسيغيرون إلى الصحيح الجميل.. سنتغير ونري الأغراب الذين علمونا دينهم وأقنعونا بأفكارهم الحمقاء، ثم استهزؤوا بنا بتصرفاتنا؛ لأننا قلدناهم، سنريهم أننا قادرون على التغيير، وقادرون على إثبات الحق.. سنريهم كيف سنجعل قلوبنا مليئة بالحب، كيف سنتقرب من الله في كل ساعة وكل وقت، ليس فقط وقت الحاجة والسقوط.. سنتغير ونستهزئ بهم نحن لا هم.
فالطريق إلى الله جميل، والتغيير للأفضل جميل، والأجمل بأن يكون الله سندًا لنا؛ لأننا عدنا إليه ونصرنا ديننا.. فديننا الإسلام هو الدين الصحيح، والفائز دائما وفي كل وقت.