أمور خمسة مهمة لتهيئة جسمنا للصيام :
شهر من اثني عشر شهر في السنة، شهر الإحسان و تلاوة القرآن والإكثار من الصدقات وهو شهر الصبر الذي يمتنع فيه المسلم عن الطعام والشراب والشهوات الأخرى من الفجر حتى غروب الشمس، هو شهر رمضان الذي يأتي ليهذب نفوسنا ويحمل معه فوائد كثيرة لروحنا وأجسادنا فهل يستحق أن نهييء أنفسنا وأجسادنا لنستقبله !، بالطبع نعم ، لذلك سنتطرق للحديث عن خمسة أمور مهمة لتهيئة جسمنا للصيام لنقلل التعب والإرهاق والمشاكل التي يمكن أن تصيب الصائم خاصة في الأيام الأولى من الصيام وبالتالي نبدأ الشهر الكريم ونحن بصحة جيدة تعيننا على أداء العبادات والقيام بواجباتنا بفعالية في هذا الشهر الفضيل .
الوجبات:
فطورنا في رمضان يكون بعد المغرب مباشرة، والكثير من الأشخاص معتادون على تناول وجبتهم الرئيسية في وسط النهار فمن الجيد في الأسبوع الأخير قبل رمضان أن نأخر الوجبة الرئيسية ليكون وقتها قريباً من وقت المغرب إذا أمكننا ذلك، لنعوّد جسمنا بالتدريج على تغيير وقت الوجبات، وأيضا إذا كنت من الأشخاص الذي يتناولون كمية كبيرة من الطعام فلتدرب نفسك على تقليل الكميةأما إذا كنت من المعتادين على تناول الكثير من الوجبات في النهار يمكنك تقليلها لثلاث وجبات فقط.
الكافيين:
أهم مصادر الكافيين التي تأثر على الصائم بسبب حرمان جسمه منها، الشاي والقهوة... وأيضا هناك مصادر أخرى مثل مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية يعتمد الشعور بالتعب على حساسية واعتمادية الجسم على الكافيين وذلك بسبب انسحاب الكافيين من الجسم بحيث تتمثل الأعراض بألم الرأس، التعب، وصعوبة التركيز، وتدوم هذه الأعراض لأيام قليلة فقط.
فإذا كانت تشعر بالتعب الشديد إذا امتنعت عن شرب كوب القهوة الصباحي يفضل أن تمتنع تماما عن شربه قبل رمضان حتى يعتاد جسمك ولتقلل الشعور بالتعب في أول أيام رمضان، أما إذا كنت من الأشخاص الذين يشربون الكثير من مصادر الكافيين فيفضل أن تقلل الكمية إلى الحد الذي لا يتاثر جسمك بالابتعاد عنه.
وإذا كنت من الذين لا تتأثر أجسامهم أبدا من الكافيين لا مانع أن تبقى على ما أنت عليه من شرب مصادر الكافيين باعتدال.يختلف محتوى المشروبات من الكافيين فالقهوة تختلف حسب درجة التحميص وطريقة التحضير. يحتوي كوب من القهوة (250 مل ) من 60-270 ملغ من الكافيين. ويحتوي كوب الشاي من (30-60 ملغ ) من الكافيين، ولغاية 400 ملغ من الكافيين يعتبر هذا الحد آمناً لأغلب الأشخاص الأصحاء البالغين.
استشارة الطبيب :
الكثير منا يعاني من بعض الأعراض ولكنه لا يعطيها الأهمية اللازمة ... ألم بالرأس متكرر، شعور بالتعب والإرهاق المستمر، ألم في المعدة، ونختار أن نتناول مسكنات الألم فقط ، في رمضان يمكن لهذه الأعراض أن تجعل الصيام أكثر صعوبة وإرهاقا، لذلك تواصل مع طبيبك اليوم لإعطائك العلاجات والإرشادات اللازمة.أيضا الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، أو مشاكل صحية تستدعي تناول علاج باستمرار فيجب عليهم استشارة الطبيب لينصحهم إذا كان يمكنهم الصيام في رمضان أو لتعديل وقت تناول الدواء بما يتناسب مع الصيام.
الوزن:
من منا لم يفكر إذا كان وزنه مناسبا وصحيا يوما ما ؟ هناك طريقة بسيطة لمعرفة ما إذا كان وزنك مناسباً لطولك وذلك عن طريق مؤشر كتلة الجسم وهو عبارة عن وزنك بالكيلوغرامات مقسوماً على مربع طولك بالأمتار. مؤشر كتلة الجسم = الوزن (كغ) / مربع الطول (م2)الجدول المرفق يبين تصنيف الوزن حسب الرقم الناتج من المعادلة .
مؤشر كتلة الجسم (كغ/م2) التصنيف
أقل من 18.5 نحافة
9 18.5-24.9 وزن طبيعي
25-29.9 زيادة وزن
30-34.9 سمنة درجة أولى
35-39.9 سمنة درجة ثانية
40-44.9 سمنة درجة ثالثة
أكثر 45 سمنة مفرطة
ومن الطرق الأكثر دقة وتعطيك نظرة شاملة هي فحص مكونات الجسم والذي يبين لك محتوى جسمك من الدهون والعضلات ونسبة الماء بالجسم وأيضا معدل الأيض إلى جانب مؤشر كتلة الجسم. يمكنك إجراؤه في مراكز التغذية المتخصصة حتى تستطيع تحديد الهدف المناسب المتعلق بالوزن. بالتالي إما أن يكون هدفك المحافظة على وزنك أو زيادة الوزن أو التقليل من وزنك في رمضان .
حدده الآن 😊 ولا تتردد بالاستعانة بأخصائي أو أخصائية تغذية لمساعدتك على الوصول لهدفك بأفضل الطرق الصحية.
تحديد العادات:
تختلف أهداف الأفراد عندما يتعلق الأمر بالالتزام بالعادات التي تجعلهم أقرب لنمط الحياة الصحي، فمنهم من يريد التوقف عن التدخين ، وأخرون يريدون شرب كمية كافية من الماء لأجسادهم أو تناول الخضار والفواكه أو تقليل تناول الحلويات ...أنت ما هي العادة التي تريد استغلال الثلاثين يوما من رمضان لتكون عادتك هل هي استبدال الخبز الأبيض بالأسمر لتزود جسمك بالألياف المفيدة أم الالتزام بتناول ثلاث حصص من الفواكه كل يوم لتمنح جسمك الفيتامينات والمعادن المختلفة.
احرص عند التفكير بالعادات الجديدة التي تريد الالتزام بها أن تكون محددة فمثلا حدد عدد أكوب الماء التي تريد شربها باليوم ومتى سيكون وقت شربها، أن تكون مناسبة لك ولها تأثير على صحتك ولديك القدرة على الالتزام بهذه العادة فلا تقل أنك سوف تلتزم بالرياضة ساعتين لستة أيام بالأسبوع وأنت لم يسبق لك أنك مارست نشاطاً رياضياً وأيضا فلتجد حلولاً وخيارات متعددة تساعدك على تطبيق كل عادة.
وليكن لديك سببان على الأقل مقنعان بالنسبة لك لتلتزم بعادتك الجديدة فمثلا إذا كنت العادة التوقف عن التدخين فلتكن الأسباب مثلا تحسين كفاءة تنفسك وأنك ستتخلص من رائحة الفم الكريهة .
وحبذا لو يكون لديك رفيق يساعدك على الالتزام بعاداتك الجديدة .
ودعني أقل لك أن العادة الجديدة عندما تصبح عادة فعلا يصبح من الصعب التخلي عنها وإلى أن تصل لتلك المرحلة لا تكف عن المحاولة فعاداتك الجديدة وصحتك تستحق ذلك.
و كلما كنت شخصاً صحياً تتناول غذاء متوازناً وكمية سوائل كافية لاحتياجات جسمك، تمارس الرياضة بانتظام، معتاد على الصيام بين الحين والآخر يكون جسمك أكثر قدرة على التأقلم مع مشقة الصيام.
أتمنى لكم رمضاناً صحياًأ
https://www.hibaclinic.com/
Comentarios