قبل فترة طلبت مجلة أمريكية تكتب عني كقصة نجاح و طلبوا مني صور من طفولتي و مدرستي.. قعدت مدة أدور على صور إلي و لمدرستي
مدرستي كانت حكومية فيها أكثر من ١٤٠٠ طالبة .. كنّا بالصف تقريبا ٥٥-٦٠ طالبة, حسب ..
بس كنت صغيرة كنت دايماً أحسد الناس اللي بمدارس خاصة لإنه عندهم نشاطات كثيرة و بشاركوا بكثير أشياء .. إحنا ما كان عنا غير حصة المهني و الرياضة و كثير أوقات كنّا ندفع حق ورقة الامتحان عشان المعلمة تطبعلنا ياها
كنت دايماً احس إنه طلاب المدارس الخاصة أحسن منا ..
بس مع هيك تحديت كل هاي الأشياء و بديت أدور على مسابقات لحالي و أشارك فيها ،كنت أول طالبة بمدرستي بتشارك بمسابقة إنتل للعلوم و الهندسة و أول طالبة بتشارك بمسابقة الفيرست ليغو ليغ للروبوت .
كان عنا أحسن و أروع معلمات بالدنيا ، كلهم بعتبرهم أمهاتي وهلأ صاحباتي كمان ,
كنت أستنى الحصة مشان أشوفهم كنا نضحك و نمزح و نتناقش و عادي كانوا يتحملونا و يعملونا كل إشي بقدروا عليه ضمن الإمكانيات المحدودة .
بتذكر بآيام الشتا كنت أنزل أنا و صاحبيتي نعبي صوبة الكاز و نسرق وحدة تانية لصفنا و نقعد حواليها و بالفرصة نسخن سندويشاتنا عليها ، و بتذكر كيف كنا نطاوش مين بده ينزل يكب الزبالة مشان نهرب من الحصة ..
بتذكر البوت اللي بزمر و بتذكر صاحباتي اللي نزلوا معي عالبحر الميت مشان يشجعوني بالمسابقة ..
بتذكر الطوشة على الدرج و مقلمة الواني و الساعات اللي كنّا نقضيها بعد ما نخلص دوام بالساحة ..
بتذكر لما عملنا أغنية و غنَّينا لمعلمتنا بس زعلناها ..
و بتذكر المسرحيات اللي كنّا نعملها لدروس الدين عن الزواج و الطلاق و الحفلات اللي كنّا نعملها بالصف و الأغاني الهندية و الكورية و التركية ماشاءالله صفي كان كثير مثقف .. و تشجيع بنات الرياضة بالصالة .
و بتذكر بس حكيت لمس الرياضة اني بعرف أسبح بس مشان أطلع مع بنات الرياضة نشارك بمسابقة و هناك رحت ما أغرق لأني ما بعرف أنزل مترين تحت المي ..
أنا من مكاني اليوم مٌدينة لكل معلماتي و صاحباتي بالمدرسة - مٌدينة لكل ظروفي الصعبة اللي عملت مني قصة نجاح .
زمان كنت أستحي أحكي إني من مدرسة حكومية لإنه دايماً الناس بتاخد فكرة غلط عنا أو بتستهين فينا - بس أنا اليوم بكل فخر بحكي أنا بنت عملت حالها من ولا اشي ..
وعمرها المدرسة و لا الجامعة ولا التخصص و لا مصاري البابا ما عملت عقل او زادت ال IQ
إنت الوحيد القادر تصنع مستقبلك ، ما تلوم ظروفك الصعبة لانه بعدين بس تكبر و تصبر إشي رح تفتخر قدام حالك قبل أي حدا تاني ، إنه إنت كنت سبب نجاح نفسك بدون أي مساعدة .. شو ما كان وضعك إحلم ... إحلم ببكرا .. إحلم تغير كل إشي ما كان عاجبك و إنجح لإنه نجاحك كفيل بتغير مسار حياتك كلها ..
خلي عقلك يسافر فيك كل العالم عقلك و نجاحك مش رهن مدرستك أو ظروفك أو جامعتك - هو رهن إيدك انت بس ..